عيني عليك يا مصر
(مقتل العشرات في انهيار صخري على منطقة الدوقية بالمقطم)
استفزتني مناظر تلك الوجوه الكادحة اليائسة والتي ظهرت عبر شاشات التلفاز في مناسبات عدة كان آخرها اليوم .. ويا للعجب إنها ليست وجوها لمواطني دولا لا زالت ترزح تحت وطأة الحروب كالصومال مثلا !! بل هي لمواطنين مصريين يعيشون في مصر المحروسة ومن أولئك الذين وعدوا منذ عشرات السنين وعقب معاهدة السلام المصرية ألإسرائيلية بالرخاء والرفاهية والديمقراطية .
لكن أي من هذا لم يتحقق ، باستثناء هامش الحرية وبالقدر الذي سمح بنشر تلك السطور .. عدا عن ذلك فالأوضاع إلى أسوأ ، والفقير ازداد فقرا لصالح ألأغنياء وتآكلت الطبقة الوسطى ، وانحطت الأخلاق ، وصارت الرشوة عنوان المعاملات اليومية التي أحد أطرفها جهة حكومية ، حتى طالت كل الوزارات ، بداية من رجل المرور ، وأمين الشرطة الواقف بشموخ في مطار القاهرة و الذي يطلب دون حياء ( شايه) من أحد الأشقاء الخليجين، حتى الشهر العقاري وما أدراك ما الشهر العقاري ، والمحليات ومرورا بالقوات المسلحة _ و التي أكن لها كل الاحترام والتقدير كابن من أبنائها _ و ما يحدث من صف الضباط والتهام مخصصات الجنود ، والعبث بالبنزين وقطع غيار الحملات بطرق ملتوية، واستجلاب المدرسين لأبناء القادة .
لقد كتب على فقراء المصريين انتظار الكارثة بعد الكارثة ، ولم يعد السؤال المطروح عما هي الكارثة ، فالأمر بات معروفا ، لكن السؤال أصبح : متى وكم الحصيلة ؟؟!!.
والعجب كل العجب أن كل ضحايا هذه الكوارث من غلابى الناس ؟ ولم لا وهم أصبحوا السواد الأعظم من الشعب المصري ..!!.
وشهادة أقولها لله ثم للتاريخ : أن الحكومة لم تقف مكتوفة الأيدي عقب كل كارثة ، بل سارعت بزيارة مواقع الكوارث بل وقامت بتخصيص مبالغ كبيرة لتصحيح وإصلاح الأوضاع ، ولكن للأسف لا ندري أين ذهبت تلك المخصصات - إن كانت خصصت بالفعل _.؟!!.
وقبل أن تقع الكارثة القادمة : هل من حملة متكاملة لمحاصرة الفساد الذي وصل إلى درجة بات يهدد نسيج المجتمع المصري ، من خلال ضجر تلك الفئات المعدومة .. الواسطة .
أذكر في الختام أن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أمر بزيادة الرواتب حتى يقضي على مبررات ومداخل الرشوة .
محمد صالح رجب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق