طلقة مدوية هتكت سكون الليل ، بعدها لف الصمت المكان ..
سحب المسدس من درج أبيه ، ثم أخفاه واتجه إلى مكان بعيد عن العيون حيث الشاليه الخاص بهم في قرية سياحية نائية .. لقد هجر سكان القرية بيوتهم في انتظار عودة الصيف من جديد ,,
شعر برعشة تسري في جسده ، اتجه صوب النافذة ، كان الجو ملبدا بالغيوم وينذر بمطر شديد ، أغلق زجاج النافذة وآثر أن يترك الستار مفتوحا .. كانت كل الطقوس مناسبة ، والجو مهيأ تماما .
وقف في مواجهة المرآة ، نظر إلى وجهه العابس المتجهم ، ثم ارتفع بالمسدس صوب رأسه ، وراح يهدد ويتوعد :
- لو متجوزتش ( منى ) ها موت نفسي .
وبصوت يكاد يكون صوت أمه :
- يا بني أعقل .. اللي خلق منى خلق غيرها .. (يا محمود ) ، ( محمود ) الحق ابنك ، ابنك الوحيد اجنن ، عاوز ينتحر ..
- أنا قلت مش ها يجوزها يعني مش ها يجوزها حتى لو انطبقت السماء على الأرض .. دا أبوها بيشتغل عندي ساعي أقول للناس أيه ؟، أنت لازم تنسى الموضوع دا تماما ، واعمل حسابك ما فيش جواز إلا من بنت ( عبد العزيز بيه ) شريكي.
تغير وجهه وأصبح نظره شرزا ، وبصوت لا يخلو من الإصرار :
أنا مش ها تجوز غير ( منى ) وإلا ها موت نفسي عشان ترتاحوا مني خالص ..
إرمي المسدس اللي في أيدك دا ـ يا ولد ـ وبلاش لعب عيال ، جهز نفسك خطوبتك على بنت ( عبد العزيز بيه ) الخميس اللي جاي .
- أنت مصر يابابا ؟
- وفي قمة تركيزه في أداء هذا السيناريو الذي أعده لنفسه من قبل ، قفزت قطة ـ فجأة ـ إلى جواره ، فقد تركيزه ، واختل توازنه ، ضغط على المسدس دون أن يشعر ، وانطلقت الرصاصة التي مزقت سكون الليل ..
عندما تقدم للاختبار في مسابقة التمثيل قدم نفس المشهد ، لكن المسئولين عن المسابقة نصحوه أن يمتهن مهنة أخرى ، لأنه ـ كما قالوا ـ يفتقد إلى الصدق الفني ..
أغلق عليه غرفته ، كان حزينا ، لكنه لم ييأس ، بل راح يجرب ويمرن نفسه من جديد ، كان مقتنعا بموهبته .. إنه يستطيع أن يمثل كل الأدوار ، دور الأب والأم والابن .. يستطيع القيام بأدوار الشر وأدوار الخير .. هكذا حاول أن يقنعهم ، لكنهم دائما كانوا يسخرون منه ، ويحطون من قدره ، كثيرا ما نصحته أمه أن يلتفت إلى دروسه أفضل ,, لقد ضاق بهذا الطوق الذي يحيط به ويكاد يخنقه ، قرر الرحيل بعيدا إلى هذه القرية النائية وتحديدا في الشتاء ..
الآن فقط يستطيع أن يمثل ، ويجرب حتى يصل إلى منتهى الصدق والإقناع ..
كان لا يزال ممسكا بالمسدس ، بينما الدم يسيل من رأسه ... عيناه تبدوان زائغتين وبصره مشوش ، شعر بالدوار ، كان في حاجة إلى مزيد من الهواء ، فك رابطة العنق بصعوبة ، اتجه صوب النافذة بتثاقل شديد ، تشبث بالستارة ، لكن قدميه لم تقويا على حمله ، فسقط ومن فوقه الستارة في مشهد غاية في الصدق .. بعدها سكن الليل من جديد ولف الصمت المكان ..
( تمت )
سحب المسدس من درج أبيه ، ثم أخفاه واتجه إلى مكان بعيد عن العيون حيث الشاليه الخاص بهم في قرية سياحية نائية .. لقد هجر سكان القرية بيوتهم في انتظار عودة الصيف من جديد ,,
شعر برعشة تسري في جسده ، اتجه صوب النافذة ، كان الجو ملبدا بالغيوم وينذر بمطر شديد ، أغلق زجاج النافذة وآثر أن يترك الستار مفتوحا .. كانت كل الطقوس مناسبة ، والجو مهيأ تماما .
وقف في مواجهة المرآة ، نظر إلى وجهه العابس المتجهم ، ثم ارتفع بالمسدس صوب رأسه ، وراح يهدد ويتوعد :
- لو متجوزتش ( منى ) ها موت نفسي .
وبصوت يكاد يكون صوت أمه :
- يا بني أعقل .. اللي خلق منى خلق غيرها .. (يا محمود ) ، ( محمود ) الحق ابنك ، ابنك الوحيد اجنن ، عاوز ينتحر ..
- أنا قلت مش ها يجوزها يعني مش ها يجوزها حتى لو انطبقت السماء على الأرض .. دا أبوها بيشتغل عندي ساعي أقول للناس أيه ؟، أنت لازم تنسى الموضوع دا تماما ، واعمل حسابك ما فيش جواز إلا من بنت ( عبد العزيز بيه ) شريكي.
تغير وجهه وأصبح نظره شرزا ، وبصوت لا يخلو من الإصرار :
أنا مش ها تجوز غير ( منى ) وإلا ها موت نفسي عشان ترتاحوا مني خالص ..
إرمي المسدس اللي في أيدك دا ـ يا ولد ـ وبلاش لعب عيال ، جهز نفسك خطوبتك على بنت ( عبد العزيز بيه ) الخميس اللي جاي .
- أنت مصر يابابا ؟
- وفي قمة تركيزه في أداء هذا السيناريو الذي أعده لنفسه من قبل ، قفزت قطة ـ فجأة ـ إلى جواره ، فقد تركيزه ، واختل توازنه ، ضغط على المسدس دون أن يشعر ، وانطلقت الرصاصة التي مزقت سكون الليل ..
عندما تقدم للاختبار في مسابقة التمثيل قدم نفس المشهد ، لكن المسئولين عن المسابقة نصحوه أن يمتهن مهنة أخرى ، لأنه ـ كما قالوا ـ يفتقد إلى الصدق الفني ..
أغلق عليه غرفته ، كان حزينا ، لكنه لم ييأس ، بل راح يجرب ويمرن نفسه من جديد ، كان مقتنعا بموهبته .. إنه يستطيع أن يمثل كل الأدوار ، دور الأب والأم والابن .. يستطيع القيام بأدوار الشر وأدوار الخير .. هكذا حاول أن يقنعهم ، لكنهم دائما كانوا يسخرون منه ، ويحطون من قدره ، كثيرا ما نصحته أمه أن يلتفت إلى دروسه أفضل ,, لقد ضاق بهذا الطوق الذي يحيط به ويكاد يخنقه ، قرر الرحيل بعيدا إلى هذه القرية النائية وتحديدا في الشتاء ..
الآن فقط يستطيع أن يمثل ، ويجرب حتى يصل إلى منتهى الصدق والإقناع ..
كان لا يزال ممسكا بالمسدس ، بينما الدم يسيل من رأسه ... عيناه تبدوان زائغتين وبصره مشوش ، شعر بالدوار ، كان في حاجة إلى مزيد من الهواء ، فك رابطة العنق بصعوبة ، اتجه صوب النافذة بتثاقل شديد ، تشبث بالستارة ، لكن قدميه لم تقويا على حمله ، فسقط ومن فوقه الستارة في مشهد غاية في الصدق .. بعدها سكن الليل من جديد ولف الصمت المكان ..
( تمت )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق