مواطنون لا متربصون ..
( بقلم : محمد صالح رجب )
حقيقة الأمر أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن هناك توترا يصل إلى درجة الاحتقان بين جناحي الأمة في مصر ذات الآغلبية المسلمة والذي لا يعرف عدد ألأقباط فيها على وجه التحديد وإن كانت بعض التقديرات والإحصاءات تشير إلى إن تعداد الأقباط في مصر يناهز 10مليون نسمه أي ما يمثل 8% تقريبا من إجمالي سكان المحروسة .
ورغم تعدد أسباب هذا التوتر والتي أعتقد أن أحد أهم أسبابها هو الفقر والضغوط الاقتصادية التى افقدت الكثيرمن المصريين كثيرا من مخزوت الصبر لديهم ، حتى بات البعض منهم يثار لأتفه الآسباب متذرعا بالدين والذي هو أبعد ما يكون عن الحقيقة .. فلم ينتفض المسلمون في الغالب لدينهم كما يزعمون ، كما لم ينتفض الأقباطهم هم الآخرون لموتاهم كما يرددون ، إنما كانت إنتفاضة كلا الطرفين في كل مرة تنفيسا عن مشاكل إقتصادية وهموم معيشية .
والأن وبعد أن هدأ الغضب قليلا فلنمر سريعا _ وبهدوء _ على أهم مآخذ الأخوة المسيحيون على الدولة المصرية:
يأخذ الأخوة المسحيون على الدولة المصرية أنهم مهمشون وأنهم لا يحتلون مراكز قيادية فلا إمكانية لأي قبطي لتولي منصب رئيس الدولة أو وزيرا للدفاع أو حتى محافظا لإحدى محافظات مصر ، ويتناسى الإخوة الأقباط أن في أمريكا ذاتها كما جل أوروبا لم نر ولم نسمع أن أي من المسلمين قد تقلد منصبا رفيعا .. فلا رئيسا مسلما لأمريكا مثلا ، ولا وزيرا مسلما للدفاع في فرنسا ، حتى أن المرء يتساءل كم مسلما تقلد منصبا رئاسيا أوزاريا في أوربا كلها على مدار التاريخ ؟ ومع ذلك لم نجد ضجه أثيرت من المسلمين في تلك الدول ، كما هو الحال من إخواننا المسحيين في مصر ، على الرغم من أن الحكومات المتتابعة في مصر لم تخلوا من وزراء مسحيين ..
بيت القصيد أنه على الأخوة الأقباط في مصر ألا يتركو أذانهم صاغية لأعداء مصر ويتعاملوا على أنهم مصريون لا متربصون ومتحفزون .. كم من الجرائم ترتكب يوميا بين المسلمين بعضهم وبعض ؟ لماذا لا يتفهم الأخوة الأقباط أن الاحتكاك واردا بين البشر بصرف النظر عن المعتقد واللون ؟ لماذا لا يتركوا الأمر في يد القضاء ويمنحوه الفرصة الكافية بدلا من هذا التحفز الذي يضع الدولة وأيضا الأغلبيةالمسلمة في مأزق ؟!!
إنني أشفق على الأغلبية المسلمة ، وعلى كبار رجالات الدوله وهم يتبارون – للطبطبة _ على الأخوة الأقباط والأخذ بخاطرهم في أبسط الاحتكاكات ، حتى أن الدولة بكامل هيئتها تقف على قدم وساق لأتفه الأسباب .
أتفهم وأشد على يد الدولة وهي تنتفض لطفل أصيب بسبب إهمال ، أو مصري اهين وأهدرت كرامته في مكان ما دون تفرقة ، فكلهم مواطنون ، والكل سواسيه ، إلا أن رعب الدوله وخشيتها من أن تتهم بالتقصير تجدها تهب سريعا إذا كان الأمر متعلقا بقبطي ..
بالأمس القريب لقى أحد عشر مصريا حتفهم في حادث مروري وكما كل يوم يموت العشرات من المسلمين هنا أو هناك بفعل حوادث طرق أو قتل أو سيول ولا نرى هكذا ضجة ..
آمل أن تشعر الدوله وتبث بداخل إخواننا الأقباط أن القانون هو الفيصل في أي مشكلة تنشأ بين أي من المصريين بصرف النظر عن العقيدة واللون..
كما آمل من الأخوة الأقباط ألا يحملوا الدولة المصرية فوق طاقتها وألا يحملوا أخوانهم المسلمين ما لا يطيقوا حتى لا تنفجر الأوضاع ، لأنها إن حدثت _ لا قدر الله _ لن تكون في صالح أحد غيرأعداء الأمة ..
علي إقباط مصر أن يتعاموا مع أي مشكلة كما كل مواطن وأن تكون مرجعيتهم في ذلك القانون والدستور والذي هو في المقام الأول الحصن والحماية . فلن تحميكم أمريكا ولا المتأمركين ، وإنما سيحميكم بنو جلدتكم ..جارك المسلم ،زميلك في العمل ، دكتورك رفيق سلاحك الذي قاتلت إلى جواره ، رفيق دربك عبر عقود طويلة خلت.
مرة أخرى وعاشرة اكرر أن مصر في حاجة إلى امواطنين لا متربصين .
وأخيرا أقدم خالص العزاء لأسر وذوي بل وكل المصريين في ضحايا حادث الإرهاب الغاشم الذي ضرب مدينة الإسكندرية ليلة أمس .
وأخيرا أقدم خالص العزاء لأسر وذوي بل وكل المصريين في ضحايا حادث الإرهاب الغاشم الذي ضرب مدينة الإسكندرية ليلة أمس .
محمد صالح رجب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق