مشاهد من الحرمين
لا يمكن لقلم ينبض بالحياة أن يمر على تلك المشاهد التي بثت من الحرمين الشريفين خلال شهر رمضان دون أن يسيل لعابه رغبة في الكتابة..يدفعه في ذلك تنوع تلك المشاهد .
تبدأ تلك المشاهد بكرم سعودي غير محدود في هذه الأجواء الروحانية المفعمة بالإيمان والتي تتوارى فيها " الأنا" وتتراجع أمام حب الخير للجميع والإيثار والتفاني في خدمة الآخر .. هذا السمو الأخلاقي يجعلك تشعر بأن الناس عادوا إلى الفطرة السليمة ، فطرة الله التي فطر الناس عليها .. تخرج آه مكبوتة متمنيا أن تمتد هذه الأخلاقيات إلى أبعد من الزمان والمكان.. لتستمر فيما بعد رمضان وفي كل الأماكن وليس في الحرم وحده ..
لكن اللافت للنظر من بين هذه المشاهد ذلك العدد الهائل من المصريين في الحرمين ، أينما اتجهت تصطدم بالمصريين ، والغريب أن كثيرا منهم من الموظفين ـ محدودي الدخل ـ والذين دأبوا على الشكوى من قلة الرواتب وقسوة العيش ، بل إنها ليست العمرة الأولى لهم،المرء من هؤلاء يظل يدخر من راتبه طوال العام ثم ينفقها في العمرة وعندما يصاب بنزلة برد يلعن الحكومة التي لم توفر له الرعاية الصحية .مثلما لم توفر له المسكن والحياة الآدمية الكريمة .
لكن اللافت للنظر من بين هذه المشاهد ذلك العدد الهائل من المصريين في الحرمين ، أينما اتجهت تصطدم بالمصريين ، والغريب أن كثيرا منهم من الموظفين ـ محدودي الدخل ـ والذين دأبوا على الشكوى من قلة الرواتب وقسوة العيش ، بل إنها ليست العمرة الأولى لهم،المرء من هؤلاء يظل يدخر من راتبه طوال العام ثم ينفقها في العمرة وعندما يصاب بنزلة برد يلعن الحكومة التي لم توفر له الرعاية الصحية .مثلما لم توفر له المسكن والحياة الآدمية الكريمة .
لقد ارتبط الحج والعمرة بالاستطاعة، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها..أليس من ألأفضل أن يؤد المرء عمرة واحدة مادام أنه غير قادر ، على أن يستثمر المبالغ المدخرة الأخرى فيما ينفعه, كأن يدفعه مقدما لشقة أو يساعد ابنه على الزواج أو ما شابه .فمن المسئول عن ثقافة هؤلاء إذن ؟!!
ذات مرة سمعت أحد المسئولين يقول: أنه من الصعب السيطرة أو التحكم في ثقافة الأمة لأن الفضاء أصبح مفتوحا.وأنا بدوري أؤكد له أن الفضاء المفتوح للمصريين لا يتعدى الجنس وكرة القدم ، عدا عن ذلك فالمصري يشاهد كل شيء بلهجته المصرية الخالصة . ومن جديد أطرح التساؤل : من المسئول عن ثقافة هؤلاء الناس ؟هل هي وزارة الإعلام أم مفتي وعلماء مصر ؟
تحياتي..
محمد صالح رجب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق