السبت، 30 نوفمبر 2013

زهور خلف القضبان | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

زهور خلف القضبان | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

شاهدنا بتأثر بالغ صور بنات الإخوان وهن يقبعن خلف القضبان ، وللحقيقة فقد بدا المشهد مؤثرا ، صبايا في عمر الزهور ، تغلف وجوههن البراءة ، كالملائكة يرتدين ثيابا ابيضا ، وتعلو شفاههن البسمة ، من ذا القلب الحجري الذي لا يتأثر بهذا المشهد ؟
حاول البعض أن يصدر هذا المشهد وان يستغل محاكمة هؤلاء البنات لإحداث هذا الأثر والمتاجرة به شأنه شأن الدم واستغلال الأطفال ؟
في القانون ـ على حد علمي ـ يتساوى الجميع ، فالقاتل يطبق عليه الحكم دون النظر إلى جنس الجاني ، وقاطع الطريق يعاقب أيضا بصرف النظر عن جنس مرتكبه ذكرا كان أم أنثى مع الأخذ في الاعتبار وضع القصر والأحداث في القانون .
والرسالة التي يجب أن نوجهها إلى بناتنا ممن غيبن واللائي بدين متماسكات في قفص الاتهام ، مبتسمات غير عابئات بمصيرهن ، ينتظرن الجنة ، جراء أفعالهن ـ كما فهمن  وتربين ـ  رسالتنا إليهن أن اهتموا بمستقبلكن ، لا نقول لكم كفوا عن التظاهر أو تأييد هذا الطرف أو ذاك ، لكن دون عنف ، دون تخريب أو قطع طريق وتعطيل مصالح الناس .  
لقد تأثرنا كثيرا لوجودكن خلف القضبان ، كما أننا تأثرنا جدا وحزنا على مشاهد العنف والتخريب وقطع الطرق التي قمن به بعضكن أو بعض أخواتكن ، حزنا جدا لترويع الناس والإصرار على تعطيل الدراسة وتخريب المنشآت التعليمية ومحاولة تعطيل وشل الدولة المصرية ،وكنا أكثر حزنا على ما وصلتن إليه من تغيب للعقل وفهمكن دور المرأة في الإسلام بشكل خاطئ . 
إن المشهد الذي صدر إلينا ، ما هو إلا حلقة جديدة من مشاهد مفتعلة ومتكررة من الإخوان بإحداث صدام مع الدولة ينجم عنه عنف ودم واعتقال ، وذلك لتكريس فكرة المظلومية التي يود قادة الإخوان تصديرها للعالم وللتاريخ حتى ولو كان على جثث وأشلاء ومستقبل شباب في عمر الزهور .   

مجموعة القصة الومضة: محمد صالح رجب ـ مصر

مجموعة القصة الومضة: محمد صالح رجب ـ مصر: محمد صالح رجب   محمد صالح رجب سيرة ذاتية : محمد صالح رجب - المنصورة - قاص وكاتب - حصل على عدة جوائز في مجال القصة -صدر له ...

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

زهور خلف القضبان " بقلم : محمد صالح رجب "

https://www.masress.com/elaosboa/120831
زهور خلف القضبان " بقلم : محمد صالح رجب "

شاهدنا بتأثر بالغ صور بنات الإخوان وهن يقبعن خلف القضبان ، وللحقيقة فقد بدا المشهد مؤثرا ، صبايا في عمر الزهور ، تغلف وجوههن البراءة ، كالملائكة يرتدين ثيابا ابيضا ، وتعلو شفاههن البسمة ، من ذا القلب الحجري الذي لا يتأثر بهذا المشهد ؟
حاول البعض أن يصدر هذا المشهد وان يستغل محاكمة هؤلاء البنات لإحداث هذا الأثر والمتاجرة به شأنه شأن الدم واستغلال الأطفال ؟
في القانون ـ على حد علمي ـ يتساوى الجميع ، فالقاتل يطبق عليه الحكم دون النظر إلى جنس الجاني ، وقاطع الطريق يعاقب أيضا بصرف النظر عن جنس مرتكبه ذكرا كان أم أنثى مع الأخذ في الاعتبار وضع القصر والأحداث في القانون .
والرسالة التي يجب أن نوجهها إلى بناتنا ممن غيبن واللائي بدين متماسكات في قفص الاتهام ، مبتسمات غير عابئات بمصيرهن ، ينتظرن الجنة ، جراء أفعالهن ـ كما فهمن  وتربين ـ  رسالتنا إليهن أن اهتموا بمستقبلكن ، لا نقول لكم كفوا عن التظاهر أو تأييد هذا الطرف أو ذاك ، لكن دون عنف ، دون تخريب أو قطع طريق وتعطيل مصالح الناس . 
لقد تأثرنا كثيرا لوجودكن خلف القضبان ، كما أننا تأثرنا جدا وحزنا على مشاهد العنف والتخريب وقطع الطرق التي قمن به بعضكن أو بعض أخواتكن ، حزنا جدا لترويع الناس والإصرار على تعطيل الدراسة وتخريب المنشآت التعليمية ومحاولة تعطيل وشل الدولة المصرية ،وكنا أكثر حزنا على ما وصلتن إليه من تغيب للعقل وفهمكن دور المرأة في الإسلام بشكل خاطئ .
إن المشهد الذي صدر إلينا ، ما هو إلا حلقة جديدة من مشاهد مفتعلة ومتكررة من الإخوان بإحداث صدام مع الدولة ينجم عنه عنف ودم واعتقال ، وذلك لتكريس فكرة المظلومية التي يود قادة الإخوان تصديرها للعالم وللتاريخ حتى ولو كان على جثث وأشلاء ومستقبل شباب في عمر الزهور .   



السبت، 23 نوفمبر 2013

كم من الشهداء يكفيك يا وطن ؟ بقلم: محمد صالح رجب

كم من الشهداء يكفيك يا وطن ؟بقلم: محمد صالح رجب
https://www.masress.com/elaosboa/119346
كم من الشهداء يكفيك يا وطن؟
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 24 - 11 - 2013

مشهد بات متكررا.. دماء.. أشلاء.. نعوش لفت بأعلام الوطن، دموع وأهات مكتومة وقلوب حزينة لكنها مطمئنة أن ما أصابها لم يكن ليخطئها وتردد هامسة صابرة: إنا لله وإنا إليه راجعون.. 
وفي حين تعلو ضحكات القتلة، ظنا منهم أنهم قادرون بهذه المشاهد أن يفتوا في عضد الشعب المصري، وينالوا من معنوياته، وأنهم بمزيد من الدماء أقرب إلي أن يسلم الشعب ويرفع الراية البيضاء، استسلاما وانقيادا لحكمهم.. ، يرد الشعب المصري بثباته: أننا جنودك يا وطن.
إنهم في كل يوم يثبتون أنهم لا يعرفون الشعب المصري جيدا، وكيف يعرفونه وهم خوارج علي ثوابته، كيف يعرفونه وهم يحرقون عَلَمه رمز العزة والكبرياء، ويفرطون في أرضه التي ارتوت بدمائه، وينالون من جيشه رمز الوطنية والتضحية، ويخربون ممتلكاته التي شيدها من قوت بومه، ويشوهون أمجاده التي شيدها بدمه ودموعه.
لكن الغصة والآهة المكبوتة التي لا يرغب أن يظهرها قطاعا كبيرا من الشعب حتي الآن، هي تلك الحكومة المحولة التي جعلت عينيها باتجاه الخارج بدلا من الدخل، تلك الحكومة التي ظن الشعب أنها ستكون محفزا له وقائدة لمسيرته في مواجهة هؤلاء القتلة، رأينا منها أداء باهتا بدا متواطئا في كثير من الأحيان مع طابور خامس ونخب تتحدث نيابة عن الشعب دون تفويض منه، وقوي سياسية أشبه بقوي فضائية لا يراها إلا عبر الفضائيات، علي حساب المصلحة العليا للوطن وعلي جثث شهداء الوطن.
والرسالة التي يجب أن يعلمها الجميع أن هذا الشعب الذي يقدم روحه من أجل وطنه، لن يصمت طويلا أمام هذا التخاذل الحكومي وأمام النخب والأحزاب الكرتونية، وأن صبره أوشك علي النفاد ضد أعداء الوطن والمتواطئين معه مهما كلفه من شهداء..
 

برد الشتاء والدب الروسي على أعتاب مصر : بقلم محمد صالح رجب

برد الشتاء والدب الروسي على أعتاب مصر : بقلم محمد صالح رجب
الشتاء يطل علينا ببرده الشديد ، كبرودة العلاقات المصرية الأمريكية والتي تحاول أمريكا عبثا من خلال زيارة كيري ووفود أخرى أن تبعث الدفء فيها ، وفي الطريق إلينا  يأتي الدب الروسي على عجل ليزيد من برودة تلك العلاقة ، ولكن السؤال الذي يتجاهله البعض في خضم الصفعة التي نحاول أن نردها إلى واشنطن : هل تستطيع مصر أن تتحمل كل هذا الصقيع ؟ هل نحن قادرون أن نتلافى آثاره ونصمد أمام تداعياته ؟ أم أنها النشوة الآنية الفاصلة بين زمنين ؟
  نعم وجهت إلينا أمريكا لطمة بعدم وقوفها مع إرادة الشعب المصري في 30 يونيو ، والتلويح بالمساعدات الأمريكية بشكل مهين كما لو كانت أمريكا لا تستفد من جراء علاقتها مع مصر ، لكن هل يكون الرد الفوري بالتحول من الصيف إلى الشتاء دون تمهيد وأخذ الاستعدادات اللازمة للتقليل من الآثار المؤكدة لمثل هذا التحول ؟
إننا لا يمكن أن ننتقل مباشرة من حرارة الصيف إلى برد الشتاء دون المرور بالخريف ولا من برودة الشتاء إلى حرارة الصيف دون المرور بالربيع ، كما أن قيمنا الإسلامية ذمت " الفُجر " في المخاصمة وجعلته أحد علامات النفاق .
فعلى أولئك الذين يدعون إلى التوجه شرقا إما للضغط على أمريكا لإعادة الدفء إلى تلك العلاقات أو حتى لرغبتهم في استبدال الشرق بالغرب بعد موقف أمريكا المخزي من ثورة الشعب المصري ، عليهم  أن يعوا أن قطع العلاقات أو إحداث أزمة مع أمريكا غير مفيد كما أن الاعتماد على أمريكا والسير في ركابها طول الوقت أمر غير مفيد أيضا ، وعليهم أن يعلموا أن روسيا قد إنكوت من هذا التبدل الفجائي إبان حقبة الرئيس الراحل أنور السادات وبالتالي ستكون متوجسة تجاه نوايا الجانب المصري ولن تكون خالصة تماما في تعاملها مع المصريين ، حتى وإن كانت في مسيس الحاجة لموطئ قدم في الشرق الأوسط لا سيما بعد بوادر فقدانها لموضع  قدمها في سوريا برحيل الأسد إن عاجلا أو آجلا ، فما بالك إن كان هذا الموطئ دولة بحجم وقيمة مصر !! .
لذا .. على مصر أن توسع مظلة الأمان الدولية ، وأن تكون متوازنة وأن تعمل على كسب احترام الجميع وتوسع من البدائل المتاحة لديها وأن تكسب أصدقاء جدد دون فقد أصدقاء قدامى بما يعني مزيدا من استقلالية القرار الوطني ، ومزيدا من الأمان .


الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

المصالحة ومستقبل العلاقة مع الإخوان | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

المصالحة ومستقبل العلاقة مع الإخوان | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

المصالحة ومستقبل العلاقة مع الإخوان " بقلم :محمد صالح رجب " 
من حين لآخر نسمع عن مبادرة للمصالحة الوطنية بين الإخوان والشعب المصري ، والحقيقة أن المصالحة التكتيكية مرفوضة جملة وتفصيلا ، لأن المصالحة ينبغي أن تكون على أسس وقواعد  راسخة ، حتى نضمن مصالحة حقيقة ينصهر فيها الإخوان مع الجماعة الوطنية .
ومن العجب العجاب أن نسمع من بعض مسئولينا أن المصالحة مع الإخوان ممكنة شريطة أن يعتذروا للشعب المصري ويضيف مسئول آخر شرطا ثانيا وهو الاعتراف بشرعية 30 يونيو .
 هب أنهم فعلوا: وماذا بعد؟ هل يضمن ذلك مصالحة حقيقة أم أنها مصالحة مرحلية تمكن الجماعة من أن تلتقط أنفاسها وتعيد ترتيب صفوفها من جديد انتظارا للحظة أخرى يمكن لها أن تنقض على ثوابت الشعب المصري من جديد ؟
  لقد أفرزت الفترة الماضية بأحداثها ما كان مسكوت عنه من انحراف عن ثوابت الأمة لدى تنظيم جماعة الإخوان ، بمعنى أن الإخوان بمبادئ حسن البنا التي يسيرون على آثارها ويتخذونها منهجا وطريق حياة لا يمكن أن تتلاقى مع الخط الوطني للدولة المصرية ولا مع صحيح الدين الإسلامي ، وبدون مراجعات حقيقة وتغير جذري فستكون المصالحة مجرد تكتيك لحين تحقيق أغراضهم المرحلية.
والمراجعات يجب أن تشمل ثلاث نقاط تحديدا على النحو التالي :
النقطة الأولى : احتكار الإخوان للفهم الصحيح للإسلام وموقفهم من مخالفيهم الرأي ، وقد اتضح ذلك جليا في ممارساتهم على الأرض في الأحداث الأخيرة .
في الأصول العشرين لحسن البنا وهو يتحدث عن الفهم يقول "إنما أريد بالفهم أن توقن أن فكرتنا إسلامية ، وأن تفهم الإسلام كما نفهمه " ، هب أننا اختلفنا مع فهم حسن البنا للإسلام ما مصيرنا ؟
إن الإسلام قرآن وسنة وحسن البنا ليس نبي إنما بشر كسائر البشر له ما له وعليه ما عليه ، ومبادئ الإسلام خمسة ليس من بينها الانضمام إلى تنظيم الإخوان ولا الإقتداء بحسن البنا .
النقطة الثانية : مفهوم الوطنية ،وسأقتبس من أقوال حسن البنا أيضا عند حديثه عن الوطنية  حيث قال " أما وجه الخلاف بيننا وبينهم فهو أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية " ، وهذا يفسر كلام المرشد السابق للإخوان مهدي عاكف عندما قال " طظ في مصر " ويعضد أيضا ما قيل عن اتفاق أمريكي إسرائيلي مع الإخوان فيما يخص سيناء وتنازل مصر عن أراض هناك في سبيل حل القضية الفلسطينية . 
النقطة الثالثة : وهي غير بعيدة عن النقطة السابقة وهي البعد الدولي لتنظيم الإخوان وأثره على الدولة المصرية .
إن تقديم الإخوان اعتذارا للشعب المصري واعترافهم بخارطة الطريق المنبثقة عن ثورة 30 يونيو لا يكفي لإنجاح تلك المصالحة وبدون هذه المراجعات اعتقد أن أي حديث عن المصالحة لا فائدة منه .
سيقول قائل أن الأمر يتطلب وقتا كبيرا ، والبلاد في حاجة إلى لم الشمل سريعا، لكن هذا أيضا ليس مبررا لإدماج الإخوان كتنظيم أو حزب في الحياة السياسية دون تغيير جوهري ومراجعات حقيقية لمعتقداتهم التي تتعارض مع ثوابت الشعب لمصري ،وعلى الدولة أن تستمر في خارطة المستقبل ، وتعطى للإخوان حقوقهم كاملة كأفراد مثلهم مثل باقي المواطنين ومن بينها حق التظاهر السلمي وفق القوانين وحقهم في محاكمات عادلة أمام قاضيهم الطبيعي، وعلى الإخوان بدلا من إهدار الوقت فيما لا طائل منه ، عليهم سرعة المبادرة بمراجعات حقيقية تشمل ضمن ما تشمل النقاط الثلاثة السابقة. 


الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

المصالحة ومستقبل العلاقة مع الإخوان " بقلم :محمد صالح رجب "

المصالحة ومستقبل العلاقة مع الإخوان " بقلم :محمد صالح رجب "
من حين لآخر نسمع عن مبادرة للمصالحة الوطنية بين الإخوان والشعب المصري ، والحقيقة أن المصالحة التكتيكية مرفوضة جملة وتفصيلا ، لأن المصالحة ينبغي أن تكون على أسس وقواعد  راسخة ، حتى نضمن مصالحة حقيقة ينصهر فيها الإخوان مع الجماعة الوطنية .
ومن العجب العجاب أن نسمع من بعض مسئولينا أن المصالحة مع الإخوان ممكنة شريطة أن يعتذروا للشعب المصري ويضيف مسئول آخر شرطا ثانيا وهو الاعتراف بشرعية 30 يونيو .
 هب أنهم فعلوا: وماذا بعد؟ هل يضمن ذلك مصالحة حقيقة أم أنها مصالحة مرحلية تمكن الجماعة من أن تلتقط أنفاسها وتعيد ترتيب صفوفها من جديد انتظارا للحظة أخرى يمكن لها أن تنقض على ثوابت الشعب المصري من جديد ؟
  لقد أفرزت الفترة الماضية بأحداثها ما كان مسكوت عنه من انحراف عن ثوابت الأمة لدى تنظيم جماعة الإخوان ، بمعنى أن الإخوان بمبادئ حسن البنا التي يسيرون على آثارها ويتخذونها منهجا وطريق حياة لا يمكن أن تتلاقى مع الخط الوطني للدولة المصرية ولا مع صحيح الدين الإسلامي ، وبدون مراجعات حقيقة وتغير جذري فستكون المصالحة مجرد تكتيك لحين تحقيق أغراضهم المرحلية.
والمراجعات يجب أن تشمل ثلاث نقاط تحديدا على النحو التالي :
النقطة الأولى : احتكار الإخوان للفهم الصحيح للإسلام وموقفهم من مخالفيهم الرأي ، وقد اتضح ذلك جليا في ممارساتهم على الأرض في الأحداث الأخيرة .
في الأصول العشرين لحسن البنا وهو يتحدث عن الفهم يقول "إنما أريد بالفهم أن توقن أن فكرتنا إسلامية ، وأن تفهم الإسلام كما نفهمه " ، هب أننا اختلفنا مع فهم حسن البنا للإسلام ما مصيرنا ؟
إن الإسلام قرآن وسنة وحسن البنا ليس نبي إنما بشر كسائر البشر له ما له وعليه ما عليه ، ومبادئ الإسلام خمسة ليس من بينها الانضمام إلى تنظيم الإخوان ولا الإقتداء بحسن البنا .
النقطة الثانية : مفهوم الوطنية ،وسأقتبس من أقوال حسن البنا أيضا عند حديثه عن الوطنية  حيث قال " أما وجه الخلاف بيننا وبينهم فهو أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية " ، وهذا يفسر كلام المرشد السابق للإخوان مهدي عاكف عندما قال " طظ في مصر " ويعضد أيضا ما قيل عن اتفاق أمريكي إسرائيلي مع الإخوان فيما يخص سيناء وتنازل مصر عن أراض هناك في سبيل حل القضية الفلسطينية .
النقطة الثالثة : وهي غير بعيدة عن النقطة السابقة وهي البعد الدولي لتنظيم الإخوان وأثره على الدولة المصرية .
إن تقديم الإخوان اعتذارا للشعب المصري واعترافهم بخارطة الطريق المنبثقة عن ثورة 30 يونيو لا يكفي لإنجاح تلك المصالحة وبدون هذه المراجعات اعتقد أن أي حديث عن المصالحة لا فائدة منه .
سيقول قائل أن الأمر يتطلب وقتا كبيرا ، والبلاد في حاجة إلى لم الشمل سريعا، لكن هذا أيضا ليس مبررا لإدماج الإخوان كتنظيم أو حزب في الحياة السياسية دون تغيير جوهري ومراجعات حقيقية لمعتقداتهم التي تتعارض مع ثوابت الشعب لمصري ،وعلى الدولة أن تستمر في خارطة المستقبل ، وتعطى للإخوان حقوقهم كاملة كأفراد مثلهم مثل باقي المواطنين ومن بينها حق التظاهر السلمي وفق القوانين وحقهم في محاكمات عادلة أمام قاضيهم الطبيعي، وعلى الإخوان بدلا من إهدار الوقت فيما لا طائل منه ، عليهم سرعة المبادرة بمراجعات حقيقية تشمل ضمن ما تشمل النقاط الثلاثة السابقة.



الجمعة، 15 نوفمبر 2013

الجانب الخفي في التقارب المصري الروسي | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

الجانب الخفي في التقارب المصري الروسي | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
https://www.masress.com/elaosboa/117529

الجانب الخفي في التقارب المصري الروسي
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 14 - 11 - 2013

هي ليست إفشاء لأسرار عسكرية عندما نتحدث عن الجانب الخفي في زيارة الوفد الروسي رفيع المستوي إلي مصر، وإنما هي هذيان من عاشق لتراب مصر، فمصر بعد 30 يونيو بلا شك مختلفة علي الصعيدين الرسمي والشعبي ولن تقبل بما كانت تقبل به من قبل، لن تقبل مثلا أن تعود الأوضاع إلي ما كانت عليه في سيناء، وإذا كان تلاقي المصالح بين مصر وإسرائيل في هدم الأنفاق والحرب علي الإرهاب قد سمح مؤقتا بتعطيل الشق الأمني في اتفاقية السلام، فإن الأمر لن يدوم بعد انتهاء القوات المصرية من مهمتها، ولسوف تطالب إسرائيل بعودة الأوضاع إلي ما كانت عليه وفق اتفاقية السلام المبرمة بين الجانبين برعاية أمريكية، وهذا ما لن تقبله مصر علي الإطلاق، والنتيجة الحتمية هي ' الصدام '. 
والصدام لاشك يحتاج إلي أدوات، وللمصريين وجيشهم خبرات طويلة في الصدام مع إسرائيل، وقتها كانت روسيا حاضرة بقوة، وفي الصدام المحتمل تعود روسيا بقوة من جديد..
في الصدام السابق وتحديدا عقب نكسة 67 كانت إسرائيل تتباهي بقوتها عموما و قواتها الجوية علي وجه الخصوص وكان عازرا وايزمان يردد: ' أن من يملك السماء يملك الأرض ولابد من ضربة مؤلمة للمصريين ' وقد أيقنت القيادة المصرية وقتها أن لا مجال لمنازلة إسرائيل جويا، فكان التفكير في الصواريخ والمدافع المضادة للطائرات لذا تم إنشاء سلاح الدفاع الجوي في فبراير 1968 وقدم المصريون تضحيات جسام وكان الدور الروسي فاعلا ليتم الجيش المصري عام 1970 إنشاء أكبر حائط للصواريخ في العالم بعمق مؤثر مداه 15كم في سيناء والتي كانت مظلة للقوات المصرية في حرب 1973.
هذا في الصدام السابق، أما الصدام المحتمل: فكما فهم قادتنا العظام من أمثال الفريق عبد المنعم رياض الحاجة إلي حائط صواريخ للتغلب علي تفوق سلاح الجو الإسرائيلي، فإن قادتنا العظام الحاليين فطنوا هم أيضا إلي الحاجة لمثل هذا الحائط ولكن هذه المرة لن يكون علي الضفة الغربية للقناة بل داخلسيناء وبعمق يغطي كل سيناء، ولأنه لا يمكن الاعتماد علي أمريكا الحليف الإستراتيجي لإسرائيل في عمل كهذا، فإن مصر في مسيس الحاجة إلي الحليف الروسي ذو الخبرة السابقة لإتمام هذا العمل قبل أن يتم الجيش المصري مهامه القتالية الحالية في سيناء وقبل أن تطالب أمريكا وإسرائيل بعودة العمل بالشق الأمني في اتفاقية السلام وعودة القوات المصرية والعتاد الكبير المصاحب لها إلي ما كانت عليه.
ولأن مصر تفهم ذلك جيدا واتخذت قرارها بعدم التفريط في السيادة المصرية الكاملة علي سيناء فإنه يجب عليها أن تمد اجل عملياتها في سيناء وحتي بعد الانتهاء منها عليها أن تحتفظ بقواتها هناك وتمد اجل المفاوضات الساخنة المتوقع إقامتها برعاية أمريكية لتعديل اتفاقية السلام في شقها الأمني وفق متطلبات الأمن المصرية، حتي تكتمل منظومة الصواريخ الروسية الصنع التي يتطلع المصريون إلي إقامتها داخل سيناء، ولأن نظرية الأمن الإسرائيلي تعتمد بالأساس علي نقل المعركة خارج أراضيها، لذا فهي ستدافع بشراسة مدعومة بموقف أمريكي عن جعل سيناء لا سيما المنطقة المتاخمة لها شبه منزوعة السلاح لنقل المعركة إليها في حال حدوث نزاع مع مصر، لذا من المتوقع فشل تلك المحادثات وبالتالي نكون مستعدين بمثل هذا الحائط ، ليس هذا فقط بل أن مثل هذا الحائط أو حتي التلويح به سيكون ورقة ضغط علي إسرائيل وأمريكا لتحسين شروط التفاوض حول الاحتياجات الأمنية المصرية في اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.
من هنا تكمن أهمية التقارب المصري الروسي في هذه المرحلة، لكن علي القيادة المصرية أن تستفيد من تجارب الماضي وأن تكون متوازنة في علاقاتها الدولية قدر المستطاع وهذا يتطلب حنكة عالية ودعم شعبي كبير لتتمكن من إدارة هذا الملف بكفاءة واقتدار.
 

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

رسالة إلى لجنة الخمسين " : بقلم محمد صالح رجب


رسالة إلى لجنة الخمسين " : بقلم محمد صالح رجب
كنت أظن أن لجنة الخمسين المكلفة بإعداد الدستور المصري
 تعرف مسبقا وتقدر حجم التحديات التي تواجهها ومدى حساسية الظرف ، وأن العالم بانتظار الانتهاء من الدستور ليعترف ويحتفل رسميا بنجاح الثورة المصرية ، ولتقطع حد الملل والقلق الذي أصاب المصريين على مدار ما يقرب من ثلاث سنوات خلت ، وتشعرهم أن خارطة الطريق تسير بأمان في الاتجاه الذي ارتضاه الشعب المصري ، لكنها جعلت كل هؤلاء يضعون أيديهم فوق قلوبهم ، حيث اكتشفت  تلك اللجنة فجأة أنه لم يعد أمامها سوى ساعات قليلة لانتهاء المدة المحددة في الإعلان الدستوري والمقدرة بـستين يوما بحد أقصى للانتهاء من أعمالها ، مما يضعنا في مهب احتمالات صعبة كنا في غنى عنها .
إن تعدى المدة المحددة بالإعلان الدستور لا يعطى فرصة للطعن عليه فقط ، بل ويلقي بظلال قاتمة على خارطة الطريق في بداية مراحلها ، ويزرع في قلوب قوى عدة في الداخل والخارج الشك في قدرة مصر على تجاوز تلك المرحلة في الأفق المنظور ، ويوفر لقمة سائغة لأصحاب القلوب الحاقدة على مصر،المتربصة انتظارا لأي هفوة لتضخمها ، وتعلن صدق حدسها بأنه لا مجال للنجاح بدون عودة ما يطلقون عليه الشرعية .
إن عدم اكتراث تلك اللجنة لحجم تلك المسئولية وضعنا أيضا في مأزق أخلاقي عند محاولة الانتهاء من الدستور في الساعات القليلة القادمة ولا محالة سيضع تلك اللجنة ومنتجها في مقارنة باللجنة السابقة برئاسة المستشار الغرياني ودستورها فيما يطلق عليه " سلق الدستور ".
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن المصريين : ألم تصل الثورة بعد إلى قلوب وعقول أعضاء تلك اللجنة ؟ ألم يقدروا حجم المسئولية التي قبلوا أن يتحملوها ؟
لقد تغيرت مصر يا سادة ، وخطوات السلحفاة لم تعد مقبولة ، و بحر الروتين الذي غرقنا فيه سنوات طويلة لم يعد مقبولا السباحة فيه ، ومن لم يستطيع تحمل المسئولية فليتركها لغيره قبل أن يتركها مرغما ..
   
   


الخميس، 7 نوفمبر 2013

مغامرة جديدة على أعتاب غزة " بقلم : محمد صالح رجب "

 مغامرة جديدة على أعتاب غزة   " بقلم : محمد صالح رجب "

أخشى أن تتلاقى مصالح اسرائيل وحماس على عمل تكتيكي محدود في غزة تؤكد الشواهد الحالية أن كلا الطرفين تراوده نفسه بعمل كهذا في هذا التوقيت لا سيما بعد الرسائل المتبادلة على الأرض والتي راح ضحيتها أربعة من كتائب القسام وخمس إصابات في جنود الجيش الإسرائيلي .
 فمن ناحية اسرائيل تريد اختبار نوايا القيادة المصرية الجديدة وردة فعلها المحتملة تجاه حدث كهذا ، وايضا توريط الجيش المصري مع حماس واحراجه  بإظهاره  كالمتواطئ معها حيث يغلق الأنفاق في الوقت الذي تقاتل فيه حماس اسرائيل  ..
اما حماس فبعد ان ضاق بها الحال وتفككت شبكة الأمان الأقليمية الممتدة من ايران الى حزب الله مرورا بسوريا ، اضافة الى نتائج تدخلها في الشأن المصري منذ  ثورة 25 يناير وما ترتب عليه  من إغلاق وتدمير الأنفاق مما اثر اثرا بالغا على قطاع غزة ، وخشية من تمرد الغزاويين بعد أن بدت ملامح تذمر وتململ في الشارع الغزاوي وأيضا دعما للإخوان في مصر واشغال القيادة المصرية في التفكير في كيفية التصرف تجاه هذه الأحداث بعيدا عن محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي الوشيكة ، كل هذا كفيل من وجهة نظر حماس بالتصعيد ضد إسرائيل التي تتلاقى مصالحها مع حماس لعمل محدود داخل القطاع لحلحلة الوضع الراهن ومحاولة كسر الطوق الذي وضعته هي ذاتها حول عنقها ..
لا شك أن عمل كهذا سيزيد من معاناة الشعب الفلسطيني في غزة المضار بالأساس من الآثار السلبية للسياسات التي تنتهجها حركة حماس ولربما جاءت هكذا عملية بنتائج عكسية لما خططت له حماس وذادت من سخط فلسطيني غزة على قيادتهم ، لذا يجب على حماس ان تفوت الفرصة على أسرائيل وأن تغير من سياستها ، وبدلا من أن تشغل نفسها بعمليات صبيانية تجاه مصر، عليها ان تسرع بالمصالحة الفلسطنية ليسمع العالم صوتا فلسطنيا واحدا ، وان تعمل جاهدة على اكتساب التعاطف من جديد تجاه القضية الفلسطينية بعد ان تسببت هي في تفتيت الالتفاف حولها .


باسم يوسف .. الرجل الذي فقد خفة ظله " بقلم : محمد صالح رجب "

باسم يوسف .. الرجل الذي فقد خفة ظله " بقلم : محمد صالح رجب "

لا يمكن لنا إلا أن ندافع عن حرية الإعلام المسئول .. لا يمكن لنا بعد ثورتين متتاليتين وفي ظل ثورة المعلومات التي يشهدها العالم إلا أن ندافع عن حق الشعوب في المعرفة ، كما لا يمكن لنا أن نكيل بمكيالين ، لا يمكن لنا أن نضحك ونتلذذ بخفة ظل باسم يوسف وهو ينتقد الإخوان ونغضب عندما ينال من الآخرين .
لكن أيضا لا يمكن لنا أن نتقبل أو نفرح للإسفاف في التناول لأيا من كان  بداعي حرية الرأي والإعلام ، عندما يعتقد باسم يوسف أننا  سنضحك كثيرا ونستمتع بخفة ظله وهو يتجاوز كل القيم الدينية والأعراف الوطنية و بتعدي على الآخرين تلميحا أو تصريحا فهو بلا شك مخطئ خطأ كبيرا .
في أولى حلقاته مع محطة cbc العام الماضي تناول المحطة ومنسوبيها بالنقد ، وكأنه يبرئ نفسه من تناول الآخرين ولكن لم يكن بهذا الإسفاف ، وفي حلقته الأولي عقب سقوط الإخوان تجاوز كل القيم والثوابت ليثبت أن الأمر لم يكن موجها ضد الإخوان فأمعن وتجاوز كما لم يفعل من قبل .
لقد جاءت حلقة باسم يوسف الأخيرة والأولى له عقب سقوط الإخوان على غير ما كان يتمنى فقد جاء منفرا ثقيل الظل سفيه الطرح بعد كل تلك الإيحاءات الجنسية المقززة التي آذت مشاعر المشاهدين  ، وكذا تناوله رموز القوات المسلحة بهذا ألإسفاف لا سيما في هذا الوقت العصيب الذي تقوم فيه بمهام أمنية ثقيلة ، وقد ظهر ذلك جليا من خلال ردود الأفعال الواسعة من مشاهدي الفضائيات ، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي الغاضبة والرافضة لهذا السلوك .
وعلى غير ما يرى كثيرون من ضرورة محاكمة باسم يوسف ، أرى أن الشعب المصري المحافظ والمتدين بطبعه وصاحب العلاقة الفريدة بجيشه ، وحده قادر على لفظ وعزل كل من يحاول القفز على ثوابته التي ترسخت لديه عبر فترات زمنية طويلة .