الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

دستور يا سيادنا .. بقلم : محمد صالح رجب

دستور يا سيادنا .. بقلم : محمد صالح رجب

التفجير الإرهابي الأخير الذي ضرب مديرية الأمن بالدقهلية وخلف خمسة عشر شهيدا وأكثر من مئة مصاب إضافة إلى خسائر مادية جسيمة ، ما هو إلا حلقة من سلسة معوقات ستضعها جهات معادية لمصر واستقرارها خلال الفترة القليلة القادمة لعرقلة خارطة الطريق لا سيما مرحلة الاستفتاء على الدستور،إن هذه التفجيرات هي رسالة تهديد واضحة للمصريين بعدم الخروج للاستفتاء على الدستور، وكأنهم يقولون أن الشرطة التي وعدت بحمايتكم غير قادرة على حماية نفسها .
إن نجاح الاستفتاء على الدستور هو ضربة قاسمة لهذه الجهات ، فهو من ناحية فشل ذريع في عرقلة خارطة الطريق ومن ناحية أخرى إضافة شرعية أخرى للشرعية الثورية في 30 يونيو، مما سيكون له اكبر الأثر في تعامل المجتمع الدولي الايجابي مع مصر بقيادتها الجديدة ، وكذا تعضد موقف نظام الحكم القائم في مصر وإطلاق يده في مواجهة العناصر والجهات الخارجة عن القانون .
من هنا كان على كل الذين غضبوا من تفجيرات المنصورة ، وكل الذين يتوقعون مزيدا من هذه الأعمال الإرهابية في الأيام القليلة القادمة، وكل الشرفاء في هذا الوطن أن يحشدوا الناس للتصويت على الدستور بنعم ،هذه اكبر ضربة سلمية يمكن أن يوجهها الشعب لهذه الجماعات في هذه المرحلة.
وعلى الحكومة أن تستيقظ من سباتها ، وتهيئ الأجواء اللازمة لنزول المواطنين للإدلاء بأصواتهم بكثافة ، عليها أن توفر لهم الحماية ، وان تبث ذلك في نفوسهم ،وعلى الأعلام أن يكون تعبويا على الأقل في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر ، لأننا نخوض بالفعل حربا حقيقة ، ويجب أن توجه كل الجهود نحو تحقيق الانتصار في هذه المعركة المصيرية . وأولى خطوات هذا الانتصار هو تصويت الناس بكثافة في الاستفتاء على الدستور، الدستور يا سيادنا ، الدستور يا سيادنا هو البداية الحقيقية للخروج من المأزق الذي تعيشه مصر ، فهل نحن واعون ؟


أردوغان الذي لم نعرفه "بقلم : محمد صالح رجب "

أردوغان الذي لم نعرفه  "بقلم : محمد صالح رجب "

هللنا كثيرا لأردوغان في مناسبات عدة ، وقتها لم نكن نعرف الرجل جيدا ، لم نكن نعرف أن انتفاضته في وجه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وإدارة منتدى دافوس في يناير 2009 انتفاضة لحماس لا لفلسطين ، لم نكن نعرف أن أسطول الحرية الموجه إلى غزة في مايو 2010  وما أعقبه من مواقف كان أيضا لنصرة حماس وليس نصرة لأهلنا في غزة ، لم نكن نعرف أن موقف أردوغان من الثورة على الرئيس الأسبق مبارك ومناشدته له بالإنصات إلى شعبه كانت نصرة للعشيرة وليست لمصر ، لم نكن نعلم أن زيارة أردوغان  لمصر عقب ثورة يناير ودعمه لنظام محمد مرسي نصرة للإخوان وليس من أجل عيون الشعب المصري.
لكن بدأنا نعرف بعد أن ثار الشعب ضد الإخوان ،عندما لم يدع "أردوغان" مرسي للإنصات إلى شعبه ، كما فعل مع مبارك ، واعترض على مساندة الجيش للشعب في 30 يونيو وسماه انقلابا ولم يعترض على ذات التصرف إبان ثورة 25 يناير وسماها ثورة ، بدأنا نعرف عندما سمح أردوغان لنفسه بالتدخل في شئون مصر بشكل سافر ، ونصب نفسه واليا على مصر وطرفا أصيلا في الأحداث ، بدأنا نعرف الرجل جيدا ونعرف أنه لم ينتصر مرة واحدة لمصر ولا لقضايا الأمة ، إنما انتصر للعصبية ، انتصر للأهل والعشيرة ، انتصر للإخوان في مصر وغزة على حساب المصالح العليا لمصر والأمتين العربية والإسلامية .
لكن لعنة الفراعنة التي أصابت كل من تطاول على مصر من قبل أبت أن تستثني أردوغان ، فبدأت حقيقة الرجل تتكشف أيضا إلى شعبه والعالم ، فأردوغان  الذي بني حملاته الانتخابية على محاربة الفساد لن يتباهى من ألان فصاعد بأن حزبه وحده لم يلوث  بقضايا فساد بعد زلزال الفساد الذي ضرب أركان حكمه بأسرع مما كنا نتصور، حيث بدأت الملاحقات القضائية للمحسوبين علي نظامه كما  طالت ابنه بلال الذي استُدعي للتحقيق معه رغم كل الضغوط التي مورست على القضاء التركي والتي أجبرت معمر أكاش وهو احد المحققين في هذه القضايا إلى تقديم استقالته على خلفية  رفض الشرطة التركية توقيف 30 شخصية محسوبة على أردوغان ونظامه .
وعبثا حاول أردوغان التغطية على قضايا الفساد هذه أو حتى إيقاف أثرها المتضخم ككرة الثلج لا سيما بعد فض تحالف أردوغان-غولن، وقرب الانتخابية البلدية والرئاسية المقررة في تركيا عام 2014 ، فلم تفلح التعديلات الوزارية التي أجراها ولا محاولة الزج بالعنصر الخارجي وأصابعه التي تعبث في استقرار وأمن تركيا ، ولا حتى محاولة حشد مؤيديه ، لم تفلح كل محاولاته في لملمة الأمر وتهدئة الشارع ، بل على العكس خرجت مظاهرات حاشدة ضد أردوغان وحزبه وانخفضت الثقة في الاقتصاد التركي وتراجع المؤشر الرئيسي في بورصة اسطنبول وتراجعت الليرة التركية رغم تدخل البنك المركزي إلى 1.1515 في أدني مستوى لها مقابل الدولار الأمريكي .
لقد تهاوت أو أوشكت صورة الرجل في العالم والأهم في نفوس شعبه ، بعد أن زال عنه القناع وعرف الناس حقيقته، ولم يبق له إلا الأهل والعشيرة يحاول حشدهم والتنقل بهم من مكان إلى آخر للحفاظ على وجود ما في الخريطة السياسية التي استأثر منفردا بها وحزبه على مدار 11 عاما خلت .

الخميس، 26 ديسمبر 2013

الإعلام المصري.. مجرد سقطة أم خيانة وطن؟ | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

https://www.masress.com/elaosboa/126010الإعلام المصري.. مجرد سقطة أم خيانة وطن؟ | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

الإعلام المصري.. مجرد سقطة أم خيانة وطن؟
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 26 - 12 - 2013

هتاف سمعناه يتردد كثيرا في أوقات اشتدت فيها الحاجة إلي تدخله ' واحد اثنين.. الجيش المصري فين؟ ' ولما حانت اللحظة المناسبة لبي الجيش نداء الشعب، وتحمل وحده نتيجة المخاطرة وعبء المواجهة، في حين تراجع الشعب وترك جيشه في الميدان وحده، يئن في صمت، ينزف ويٌسفك دمه، ولسان حاله يردد ' واحد اثنين، الشعب المصري فين؟. 
أين الشعب المصري؟ سؤال يُطرح بقوة هذه الأيام، وفي محاولة للإجابة وإن شئت للتبرير يري البعض أن غياب الشعب عن المشهد الحالي غيابا مؤقتا، وستأتي قريبا اللحظة التي يلبي فيها نداء وطنه لينتفض في وجه كل من خرب ودمر وأسال دما، ويري آخرون أن الأداء الحكومي الردئ هو من تسبب في حالة اليأس التي أصابت كثيرا من الناس ودفعتهم إلي العودة إلي ملازمة الكنبة مرة أخري.
وسواء أكان غياب الشعب عن المشهد الحالي بصفة دائمة أو مؤقتة، وبصرف النظر عن الأداء السياسي والاقتصادي الردئ للحكومة،.فإن غياب أو تغيب الشعب ولو للحظة واحدة في ظرف استثنائي كالذي تمر به مصر الآن هو جريمة في حق الوطن يُسأل عنها بالدرجة الأولي الإعلام الرسمي وفي مقدمته التليفزيون بقنواته العديدة وموظفيه الذين تخطي تعدادهم 43 ألفا وخصصت له مليارات الجنيهات تستقطع سنويا من موازنة الدولة، لقد حاربنا من قبل ونحن فقراء، وحاربنا في ظل الفساد والقمع، ولم يتخلف وقتها أحد من الشعب عن نداء الوطن لوجود إعلام وطني يقدر المسئولية.. وفي زمن الحروب لا يعلو صوت فوق صوت المعركة ومصر الآن ولا شك تخوض معركة ليست مجرد معركة، إنها الأخطر في تاريخها، فهي لا تستهدف احتلال جزء من ارض أو الضغط للحصول علي موقف أو تنازل ما، وإنما الهدف منها هو اختطاف أو إسقاط الدولة المصرية.
وبدلا من أن يعبأ الإعلام الناس ويحشدهم للالتفاف حول الوطن ويستنهض الهمم والعزائم ويوقظ الشعور الوطني ويسلط الأضواء علي قصص العطاء والبذل والإيثار، وتنمية الشعور بالانتماء، ترك الساحة لآخرين كل حسب هواه، بينما واصل هو رسالته الخاطئة والبعيدة كل البعد عن الواقع الذي تشهده مصر، والتي مفادها أن الأمر في مصر علي ما يرام وليؤكد رسالته واصل برامجه العادية التي لا تتناسب مع الظرف الاستثنائي التي تعيشه مصر وشغل ساعات البث بأعمال درامية هابطة وبرامج سياسية تفتقر لمقومات النجاح، في جريمة لن ينساها له المصريون.
نحن مقبلون في المرحلة القادمة علي استحقاقات هامة سيكون لها أكبر الأثر في مستقبل مصر، واستمرار أداء الإعلام المصري المترهل والمكبل بالروتين والبيروقراطية، وإصراره علي ذات الرسالة، ظني أن التكلفة ستكون عالية في طريقنا لتحقيق خارطة الطريق، وإلي أن ينصلح حال إعلامنا يبقي الأمل معقودا بعد الله سبحانه وتعالي علي نفر آل علي نفسه أن يحمل هم مصر وشعبها، يحاول جاهدا إيقاظ مشاعر الوطنية المتغلغلة داخل قلوب المصريين، ليس لدعوتهم لحمل السلاح وقتال الأخريين ولكن بدعم الدولة وتخفيف العبء عن القوي الأمنية من خلال العمل وزيادة الإنتاج والحفاظ علي مقدرات الوطن ونظافته، وتأجيل المطالبات الفئوية والمكاسب الضيقة، والمشاركة بكثافة في الاستحقاقات الانتخابية. فهل أنت من هؤلاء النفر؟
 

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

الدور القطري بين الواقع والمأمول | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

الدور القطري بين الواقع والمأمول | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
https://www.masress.com/elaosboa/124412
الدور القطري بين الواقع والمأمول
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 19 - 12 - 2013

في السنوات القليلة الماضية سطع نجم قطر وارتبط اسمها بأحداث وملفات عديدة في المنطقة، وتعجب البعض، كيف لدولة صغيرة الحجم حديثة النشأة مثل قطر أن تنتشر علي هذه المساحة المترامية الأطراف، وفي تلك المساحة الزمنية القصيرة نسبيا ! 
والحقيقة أنه لم يكن لقطر دور يذكر في المنطقة حتي علي مستوي مجلس التعاون الخليجي قبل 27 يونيه 1995 وهو التاريخ الذي انقلب فيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني علي أبيه الشيخ خليفة بن حمد ليتولي هو سدة الحكم في قطر، بطموح ورغبة جامحتين في دور إقليمي يتناسب و إمكانيات قطرالمادية الهائلة، وحتي يتمكن الشيخ حمد البالغ من العمر آنذاك 43 عاما من تحقيق طموحه عمل علي ثلاثة محاور.
المحور الأول: هادن معظم القوي الإقليمية ولو مؤقتا، فظلت سياسته ولو ظاهريا متوافقة مع سياسة دول مجلس التعاون الخليجي، ولم يستثر مصر، واحتفظ بعلاقات طيبة مع إيران.
المحور الثاني: سعي إلي امتلاك ذراع إعلامية قوية، فكانت قناة الجزيرة ذات الإمكانات الهائلة التي ظهرت عام 1996 وبإطلاقها بدأ التحول النسبي في السياسة القطرية بعد أن امتلك احد أهم أسلحة العصر الحديث.
أما المحور الثالث: هو الخطوة الأخيرة قبيل خروج المارد القطري من قمقمه، وهو الحماية الأمريكيةلقطر، وكان من الصعوبة علي قطر أن تنال رضا أمريكا دون أن تنال رضا إسرائيل، فدعا أميرها إلي إلغاء المقاطعة العربية الاقتصادية إلي إسرائيل بعد توليه الحكم بثلاثة أشهر، وأقام علاقات معها توجت بفتح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة عام 1996 بحضور شمعون بيريز رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، وفي ذات العام سمح للمسئولين الإسرائيليين أن يظهروا علي المواطن العربي من خلال شاشة الجزيرة لأول مرة، وجعل من الجزيرة نافذة لإسرائيل لتبرير عدوانها علي العرب بداعي الرأي والرأي الآخر.
لم يُهدر الشيخ حمد وقتا طويلا، بل اتجه مباشرة صوب أمريكا، فبعد استضافت قطر بعضا من القوات الجوية التي تشرف علي منطقة حظر الطيران المفروض علي جنوب العراق عام 1995، واستمالت إسرائيل، فتح الأمير ذراعي قطر علي مصراعيها أمام أمريكا وسعي إلي استضافة القيادة العسكرية المركزية للمنطقة الوسطي، وذلك بإغراء أمريكا من خلال بناء وتفصيل قاعدة العديد العسكرية الضخمة لتناسب والقدرات العسكرية الأمريكية، وتجهيزها علي أعلي المستويات حتي قيل وقتها أن قطر أنفقت عليها ما يقرب من مليار دولار، وبناء علي رغبة القطريين الملحة في استضافة قوات أمريكية اكبر علي أراضيها، عُقدت لقاءات مع الجانب الأمريكي في ابريل من عام 2000 توجت في ديسمبر 2002 بتوقيع الاتفاقية العسكرية بين البلدين لتنظيم الوجود الأمريكي في قاعدة العديد حيث انتقلت القيادة الجوية للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية إلي قاعدة العديد في قطر في عام 2002 في إعلان عن بدء الحماية الأمريكية لقطر وإطلاق يدها في ملفات عديدة في المنطقة تحت المظلة الأمريكية.
وكان علي المارد القطري أن يلبي رغبات من أطلق سراحه وأخرجه من قمقمه، لكنه لم يحدد سقفا محددا للمطالب كما ونوعا، بل انبطح أمام الإدارة الأمريكية التي تمادت في مطالبها، ولم يقف الثمن المدفوع لدور قطري في المنطقة عند حد الاستضافة المجانية للقواعد الأمريكية في مخالفة للعرف الدولي فحسب، بل امتد إلي فتح الخزينة القطرية للصرف علي ملفات دولية عديدة بإيعاز من أمريكا كما حدث في بلدان ما سمي بالربيع العربي، ومع تغلغل الدور القطري في تلك الملفات، ومتطلبات الإنفاق عليها وتذمر قوي عديدة في المنطقة وخارجها من الدور القطري، فإن تكلفة هذا الدور في تصاعد مستمر، مما يضع القيادة القطرية الجديدة في مأزق حقيقي، فهي من ناحية لا يمكنها التراجع بسهولة بعد أن غاصت قدمي قطر في هذه الملفات، كما لا يمكنها تحمل وتبرير التكاليف المادية والسياسية الباهظة الحالية والمستقبلية لمثل هذا الدور في ظل النتائج السلبية التي يخلفها علي الأرض يوما بعد يوم.
لكن السياسة القطرية المتبعة حتي ألان من كسر وحدة الموقف الخليجي سواء بدفع دول خليجية لرفض فكرة الاتحاد الخليجي، أو بتقاربها اللافت مع إيران دون مراعاة لهواجس دول الخليج من مخاطر ملفإيران النووي، أو بدعمها لجماعات متطرفة في سوريا مما شوه صورة المقاومة ضد نظام بشار الأسد أو حتي موقفها من الحالة المصرية كلها مواقف تشي بأن شيئا لم يتغير في السياسة القطرية، وأن الأمير السابق لا زال قابضا علي زمام الأمور يدير دفة الحكم في البلاد، وأن بصمة للأمير الجديد ونظامه لم تظهر بعد، مما يضع علامات استفهام حول قدرة الأمير الجديد علي أن ينفض عن كاهله ركام تلك التركة الثقيلة والخروج سريعا من عباءة والده، ويحد من تفاؤل تلك الأصوات التي راهنت علي مرحلة جديدة للدور القطري تتلافي سلبيات المرحلة السابقة.
إن جموح النظام القطري السابق وخروجه عن السياق العربي هو فشل للأنظمة العربية في احتواء وترويض قوة اقتصادية مؤثرة في المنطقة، ويبدوا أننا علي وشك أن نكرر الخطأ ذاته مع النظام الجديد، والسؤال الذي يتردد في أذهان البعض، لم لا نتعامل مع النظام القطري الجديد وقبل أن تغوص قدماه هو الآخر في وحل هذه الملفات؟ لماذا نكتفي بالتذمر والتململ؟ لماذا لا ننصر قطر ظالمة أو مظلومة؟
اعتقد أن النظام العربي وقواه الفاعلة مطالبة بوقفة جادة مع النظام الجديد ليس صداما وإنما لتعرية الحقائق أمامه، كما أنهم مطالبين بإفساح المجال لدور قطري مقنن يتناسب مع قدرات قطر الاقتصادية وطموحات قادتها الجدد في إطار تقاسم وتكامل الأدوار ضمن منظومة العمل العربي المشترك لتحقيق المصالح العربية العليا.
 

الجمعة، 13 ديسمبر 2013

تطورات الأزمة السورية تفضح مخطط أمريكا في مصر.. | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

تطورات الأزمة السورية تفضح مخطط أمريكا في مصر.. | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
https://www.masress.com/elaosboa/123548
تطورات الأزمة السورية تفضح مخطط أمريكا في مصر..
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 14 - 12 - 2013

في خطوة مفاجئة علقت أمريكا ومن خلفها بريطانيا المساعدات غير الفتاكة كما أسمتها إلي المعارضة السورية في شمال البلاد، والسبب المعلن هو استيلاء الجبهة الإسلامية مؤخرا علي مقار و مخازن الجيش السوري الحر الذي يوصف بالمعارضة المعتدلة في سوريا
الغريب في الأمر هو توقيت هذا القرار حتي أن البعض راح يربط بينه و بين التقارب الغربي مع إيرانالداعم الرئيس في المنطقة لنظام بشار الأسد، لا سيما مع تقدم القوات النظامية في الآونة الأخيرة، ويعتبرون هذا القرار تطورا لصالح النظام وكأنه ثمن غير معلن لتفكيك السلاح الكيماوي السوري، وأن الهدف لم يكن مصلحة الشعب السوري بقدر ما هو تجنيب إسرائيل خطر الأسلحة الكيمائية السورية أيا من كانت بيده.
منذ أيام قليلة وفي احد لقاءاته مع زعيم عربي كبير تسربت أنباء عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عبر فيها عن امتعاض بلاده من الدور القطري التركي في سوريا ودعمهما لجماعات متشددة، مما ساهم بشكل كبير في تفتيت المعارضة السورية، وكأن هذا الامتعاض مقدمة لرفع أمريكا يدها بشكل أو بآخر عن النزاع السوري، وترك السوريين يأكل بعضهم بعضا بعد أن أخذت مبتغاها من الأزمة السورية خاصة أن لا مصلحة لأمريكا في انتصار أيا من الطرفين، فانتصار الأسد سيجلب حرجا كبيرالأمريكا، وهزيمته تعني انتصار الإرهاب الذي جيشت العالم من اجل محاربته.
لقد كان معلوما ومنذ فترة للجميع أن سوريا أصبحت مرتعا لجهات متشددة تدعمها أنظمة متعددة مختلفة الرؤي والمصالح وان من بين هذه الجهات منظمات تعدها أمريكا إرهابية من قبيل تنظيم القاعدة، إلا أن أمريكا عصبت عينيها وسدت أذنيها واستخدمت تلك المنظمات لتنفيذ مخططها، وبعد ما نجحت في الحصول علي مبتغاها رفعت العصابة عن عينيها وفتحت أذنيها وبدأت تري وتسمع أن هناك تنظيمات إرهابية في سوريا فبدأت ترفع يدها عن مساعدة المعارضة المعتدلة بداعي سيطرة هذه الجماعات المتشددة علي مقار وأسلحة المعارضة المعتدلة المتمثلة في الجيش الحر.
إن العاقل وحده من يتعظ بغيره قبل أن يكون هو عظة للآخرين، وإذا كان لكل أزمة من دروس فإن الدرس المستفاد من الأزمة السورية أن أمريكا لا تنتصر لمصالح شعوب أو لحقوق إنسان بقدر ما تنتصر لمصالحها الشخصية وحليفتها إسرائيل، وأنها تتعاون مع الشيطان من اجل تحقيق هذه المصلحة، وبإسقاط ما حدث في سوريا علي الوضع في مصر يمكن لنا أن نفهم ونضع أيدينا علي سر دعم أمريكا للإخوان في مصر.
 

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

هل أدار البشير ظهره للقاهرة؟ | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

هل أدار البشير ظهره للقاهرة؟ | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
هل أدار البشير ظهره للقاهرة؟ 

نشر في الأسبوع أونلاين يوم 12 - 12 - 2013

تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير الأخيرة فيما يختص بسد النهضة والتي أعلن فيها صراحة أن بلاده موافقة علي إنشاء سد النهضة الاثيوبي الذي يجري بناؤه الآن، وأن هذا الموقف ينبع من قناعةالخرطوم بفائدة السد الاقتصادية لدول الإقليم. هذه التصريحات الأحادية الجانب المفتقرة إلي أي تنسيق مع الجانب المصري تطرح سؤالا هاما: هل أدار البشير ظهره للقاهرة؟ 
إن المتابع للعلاقة المصرية السودانية يجد أن الموقف السوداني كان حذرا عقب ثورة 25 يناير بشأن الأحداث في مصر وربما لأن الصورة لم تكن قد اتضحت بعد فقد اعتبر ما حدث في مصر شأنا داخليا، إلا أن أسارير حكومة الخرطوم المحسوبة علي التيار الإسلامي قد انفرجت في أعقاب تولي دكتور مرسي سدة الحكم في مصر، لكن لم يدم ذلك طويلا حيث لم تستوعب الخرطوم صدمة سرعة رحيل مرسي والتي قد بنت أمالا كبيرة عليه لا سيما فيما يخص حلايب و شلاتين، وإقامة تكتل إسلامي يجمع بين ليبيا ومصر والسودان..
إن الصدمة التي خلفها رحيل نظام مرسي والسرعة التي رحل بها، جعلت العلاقة بين القاهرة والخرطومباردة، لم تفلح زيارة نبيل فهمي إليها كأول محطة خارجية له في بث الدفء فيها وان جعلتها مترقبة غير متمادية في دعم علني لمظاهرات سودانية مناهضة للحكم في مصر، إلا أن مظاهرات السودان الأخيرة والتي خرجت اعتراضا علي زيادة أسعار الطاقة ثم تحولت بعد ذلك إلي رفض لنظام حكم البشير أخرجت البشير عن تحفظه حيث شعرت الحكومة السودانية أن تلك المظاهرات نالت رضا و دعما مصريا بشكل أو بآخر، وأن القاهرة ترغب في إزاحة الحكومة الإسلامية في الخرطوم لقطع الطريق عن احتمال حدوث أي تواصل مع إسلامي مصر المناهضين للدولة المصرية.
ومن هذا المنطلق تأتي خطوات البشير المتعجلة بسرعة التحالف مع أثيوبيا كظهير له في ظل التشكك في نوايا الحكم القائم الآن في مصر، وكرسالة إلي الحكومة المصرية مفادها أننا أيضا لدينا أوراقا هامة.
لكن البشير بموقفه هذا أسقط حسابات كثيرة من المعادلة، ومن بين ما أسقطه هو تغلغل العلاقة بين الشعبين المصري والسوداني، والجغرافيا والتاريخ، وقدرة مصر الكبيرة علي التأثير في الشأن السوداني الداخلي إذا ما قررت ذلك.
لذا من غير المتوقع أن يتمادي البشير في التوجه نحو أثيوبيا علي حساب المصالح المصرية، لأن مثل هذه الخطوات تعد انتحارا لنظامه.
لكن علي القاهرة أيضا أن تعيد حساباتها فيما يخص العلاقة مع السودان والتي ظللنا نردد أننا شعب واحد لنفاجئ بقيادته تدير ظهرها لمصر وتتحالف مع إثيوبيا وتردد أن السودان وإثيوبيا شعب واحد والسودان هو جزء من منطقة الحبشة الكبري.
لقد اعتبرت الأنظمة المصرية السابقة أن انحياز السودان إلي المصالح المصرية أمر مسلم به، ومن هذا المنطلق تعاملت مع السودان، البعض منها تعامل بتفريط والبعض الآخر تعامل بإفراط، وقد ثبت فشل هذه السياسات، حيث لم تحقق تكاملا فعليا توافرت كل مقوماته بين بلدين هما أشبه بدولة واحدة.
إن الحكومة المصرية الحالية مطالبة بأن تضع العلاقة المصرية السودانية علي قمة أولوياتها بالشكل الذي يتلاءم وأهمية السودان الإستراتجية لمصر، وبما يضمن سد الطريق علي احتمالية أن ينضم السودان إلي تحالفات يمكن أن تضر بمصالح مصر حاليا أو مستقبلا.
 

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

مصر ـ أوكرانيا ..هل من رابط ؟ "بقلم : محمد صالح رجب"

مصر ـ أوكرانيا ..هل من رابط ؟ "بقلم : محمد صالح رجب"

ثمة تشابه لا تخطئه العين بين ما يجري في أوكرانيا وبين ما حدث في دول عدة من بينها مصر ،حتى بدت كييف مؤخرا كما لو كانت القاهرة وميدان الاستقلال كما لو كان التحرير، الشعارات ذاتها ، والهدف إسقاط النظام ، الوسائل تتشابه ، قطع طرق ومحاصرة مبان حكومية ، والدفع باتجاه العنف وإعطاء ذريعة لقوى خارجية للتدخل والتنديد بقمع السلطات للمتظاهرين وإظهار النظام كما لو كان نظاما رجعيا لا يحترم الحريات ..
الوسائل والأهداف واحدة وإن اختلفت البدايات ، في مصر كانت البداية الاعتراض على ممارسات الداخلية التي قيل وقتها أنها " قمعية " وتطور الأمر إلى إسقاط النظام وسط دعم خارجي يثير الريبة.
و في أوكرانيا كانت البداية الاعتراض على رفض الحكومة توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوربي خلال القمة الأوروبية التي عُقدت مؤخرا في العاصمة الليتوانية فيلنيوس ،مما أدى إلى هذه المظاهرات التي تطورت بدعم خارجي  يثير الشكوك أيضا ، حتى وصلت إلى إسقاط النظام .
وإذا كانت الوسائل والأهداف واحدة فهناك أيضا رابط  يجمع بين هذه الأحداث ألا وهو العنصر الخارجي ، وفي كل الحالات يتدخل هذا العنصر بزعم دعم حقوق الإنسان في تلك البلاد ، لكن المعايير المزدوجة المستخدمة من قبل هذه القوى،تكشف أن الأمر لا يعدو أن يكون صراعا على المصالح تُستخدم فيه كل الأسلحة بما فيها الدين وحقوق الإنسان .
فلا يمكن فهم دعم الغرب للمتظاهرين ضد نظام منتخب في أوكرانيا في حين غاب هذا الدعم لمظاهرات مشابهه في اليونان واسبانيا ،أيضا لا يمكن فهم دعم الغرب لجماعات متشددة هي ابعد ما يكون عن الديمقراطية بحجة دعم الديمقراطية وحماية الحريات في حين تقاتلهم في مواطن أخرى بزعم أنهم إرهابيون ؟ لا يمكن لنا أن نفهم صمت هذه القوى بل وتبرير انتهاكات إسرائيل الجسيمة لحقوق الإنسان ،لا يمكن لنا أن نفهم هذه الأشياء وغيرها بعيدا عن منطق المصلحة البحتة .
هذا التحليل يقودنا إلى البحث عن المستفيد ، صاحب المصلحة من جراء هذه الأحداث: أهي حقا الشعوب أم قوى أخرى تستغل حاجة وتطلعات الشعوب وفساد الأنظمة لتحقيق مصالحها الخاصة ؟ وإذا كانت الشعوب هي صاحبة المصلحة ، فليخبرنا الغرب عن المصلحة التي جنتها شعوب دول مثل العراق وأفغانستان من جراء تدخلهم في تلك الدول !
إن التشابه الكبير في هذه الأحداث والأهمية البالغة للدول التي حدثت فيها تثير مزيدا من الريبة حول دور العنصر الخارجي فيها وتدحض فكرة أن تكون محض صدفة وتعضد الرأي القائل أن الأمر مخطط له بعناية .







الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

المعاقون وطنيا | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

المعاقون وطنيا | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

المعاقون وطنيا | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
https://www.masress.com/elaosboa/121464

المعاقون وطنيا
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 04 - 12 - 2013

يخطئ من يعتقد أن الأمور في مصر يمكن أن تهدأ في الأيام القليلة المقبلة، بل علي العكس تماما الأمور في طريقها لمزيد من التصعيد، أما السبب ليس كما تدعي الجزيرة ومن ورائها من انضمام شرائح جديدة لم يسمي بتحالف دعم الشرعية، ولكن لأن الخناق يضيق علي هؤلاء أكثر فأكثر، وكلما ضاق الخناق زاد التخبط وذادت الأعمال اللاعقلانية أملا في النجاة، ويزيد الخناق تدريجيا كلما تقدمنا خطوة باتجاه تنفيذ خارطة الطريق. 
ولاشك أن إقرار الدستور من قبل لجنة الخمسين في مشهد أدمعنا كثيرا، خطوة كبيرة في هذا الاتجاه، لقد أعادنا هذا المشهد إلي لحظات اشتقنا إليها كثيرا، إنها لحظات الوطنية التي افتقدناها، ورغم أن البعض منا قد يعترض أو يتحفظ علي مواد بعينها في الدستور أو علي أداء بعض الأعضاء في لجنة إعداده، إلا أن الفرحة عمت قلوب الوطنين جميعا، وتضاءلت مشاهد من قبيل رفض البعض تحية علم بلادهم أو حتي حرقه مقابل مشاهد تقشعر لها الأبدان، تفيض بالوطنية والفخار، تسطر صفحة جديدة في تاريخ الوطنية المصرية الزاخر بالصفحات.
لعل كل الشرفاء في مصر وما أكثرهم قد اهتزت مشاعرهم أمام ذلك المشهد الذي ظهر فيه الدكتور محمد المساح ممثل ذوي الاحتياجات الخاصة في لجنة الخمسين صابرا صامدا متحديا إعاقته من اجل مصر وهو يردد ويكرر' الحمد الله '، فتردد ألسنتنا من خلفه الحمد لله الذي عافي مصر من المعاقين وطنيا وفضحهم علي رؤوس الأشهاد، إن هذا المشهد سيظل محفورا في ذاكرة التاريخ يشهد أن في هذه البلاد وطنيون، لا تمنعهم إعاقة من حب الوطن، كما لم يمنع الفقر والتهميش آخرون أن يكونوا جنودا شرفاء يبذلون حياتهم في سبيل هذا الوطن.
إن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من العنف لإسقاط خارطة الطريق ومن خلفها الدولة المصرية، كما ستشهد مزيدا من الفرز لفضح فلول المتآمرين والمعاقين وطنيا.
 

المعاقون وطنيا | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع