الجمعة، 30 ديسمبر 2016

قراءة سريعة في رواية عمارة يعقوبيان للأديب علاء الأسواني - محمد صالح رجب

في رواية " عمارة يعقوبيان  " طغى الجانب المعرفي على المتعة والتشويق ،ففي حين قدم #علاء_الاسواني وجبة معرفية دسمة ومعلومات بدأت من تاريخ #عمارة_يعقوبيان  وبانيها وقد كان يريدها مميزة على الطراز الاوربي لطبقة سكانية بعينها الى سلوك الطبقة الشعبية التي احتلت العمارة بديلا عن الطبقة الاستقراطية وكيف انهم يخجلون من ذكر اسماء زوجاتهم في حين لا يخجلون من ذكر ادق تفاصيل علاقتهم الحميمية مرورا بهذا الكم الهائل من المعلومات عن عالم الشواذ وكذا الجماعات الاسلامية،معلومات مهمة تضمنتها الرواية منها ماهو تاريخي كتاريخ العمارة والحي ومنها ماهو تنظيمي كما هو الحال بالنسبة للجماعة الاسلامية ومنها ماهو سياسي كالحالة السياسية في مصر وانتشار الرشو ة والفساد،الخلاصة كم معرفي كبير على حساب الامتاع والتشويق ،رابط واحد بين شخصيات الرواية وهو #العمارة فكان اختياره للإسم موفقا للغاية ، فالعمارة تجمع كل هؤلاء ومن خلالها سرد الكاتب التحولات الاجتماعية التي شهدتها #مصر من بروز طبقة جديدة هي طبقة رجال الاعمال على حساب  الطبقة الاستقراطية جمع الكاتب في العمارة فئات مختلفة من المجتمع منهم الاستقراطي الذي انحدر به الزمن كزكي بيه واخته دولت ومن الطبقة الجديدة لرجال الاعمال الذين دخلوا الساحة بالطرق الغير قانونية مثل عزام ،جمع بين الاسلامي(طه)والمسيحي(ملاك)جمع البنت البسيطة بثينة والبواب وابنه طه والخياط المسيحي..اكبر قدر من الشخصيات جمعتهم العمارة بشكل او اخر وظفها الاسواني ليرصد تحولات المجتمع المصري بعد #ثورة_يوليو التي لم تخلو الرواية من وجهة نظر الكاتب فيها ووجهة نظره عموما فيما يراه  حكما عسكريا ، مشهد قتل " الضابط" وقتل "طه"  ما هو إلا حلقة من حلقات الصراع المستمر بين القوتين الاكبر على الساحة كما يرى الكاتب..الرواية واسلوبها ومحتوها تتفق وشخصية علاء الاسواني ذو النزعة السياسية ، لذا قد ﻻ تمتعك الرواية جماليا لكنها بالتأكيد تشبعك معرفيا وفكريا..
 " محمد صالح رجب  "

الخميس، 29 ديسمبر 2016

روسيا لأردوغان " شكرا لخدماتكم الجليلة " - بقلم : محمد صالح رجب


لم يكن يخطر ببال أردوغان حين أسقط الطائرة الروسية أنه يضع حدا لسطوع نجمه الذي برز بعد دغدغة مشاعر المسلمين بموقفه الحاد تجاه إسرائيل ، فإسقاط الطائرة لم يلق به من جديد في أحضان إسرائيل فحسب ، وإنما وضع حدا لدور عسكري كبير كان يعول عليه كثيرا في سوريا ،كما أدى إلى وضع حد لتفوق المعارضة التي يدعمها وتهميش الدور الأمريكي بشكل كبير خشية من مواجهات مباشرة مع الروس بعد أن ثبتوا أقدامهم في سوريا وعززوا تواجدهم العسكري ونشروا دفاعاتهم على الأراضي السورية ..
وبعد أن أحسنت موسكو استغلال هذه الخدمة الجليلة التي لم تكن تحلم بها وجنت ثمار هذا الحادث سريعا لم يكن هنالك مشكلة في عودة العلاقات الروسية التركية بعد هذا الحادث ، وهو ما حدث بالفعل ، كان التنسيق في أعلى مستوياته حتى أن وزير الدفاع الروسي " سيرغي شويغو " صرح لاحقا أن عملية تحرير حلب تمت بالتنسيق الوثيق مع تركيا وإيران ،الأمر الذي لم تنفه تركيا على الأقل حتى الآن .. وفي ظل هذه العلاقات الودية وانشغال العالم بحلب ومأساة حلب والتي لا تتجزأ عن مأساة سوريا كلها يُقتل السفير الروسي " أندريه كارلوف " في تركيا ، وخشية من رد الفعل الروسي تسارع أنقرة إلى نفي التهمة عنها وإلصاقها برجل الدين التركي " فتح الله غولن " المتواجد على الأراضي الأمريكية في محاولة مبطنة لاستنهاض أمريكا وجرها لمساندتها في مواجهة الروس ، كما لم يفوتها الإيحاء لدى الروس أن دولا تريد أن النيل من العلاقة التركية الروسية في إشارة إلى أمريكا ، لكن الأمر لم ينطو على أمريكا التي سارعت بنفي هذا الاتهام ولا على الروس الذين صرحوا انه من السابق لأوانه إلصاق التهمة بأحد قبل الانتهاء من التحقيقات ..

قَتل السفير الروسي جاء قبل يوم واحد من محادثات كانت مقررة بين روسيا وإيران وتركيا حول الأزمة السورية ، لتدخل تركيا مفاوضات غير متكافئة في غياب أمريكي وعربي ، تدخلها بعين منكسرة ، تلملم شتاتها ، تقدم التنازلات على أمل ترميم تبعات ذلك الحادث وترضية الروس ، فلم تتعرض من قريب أو بعيد لمسألة رحيل الأسد ، ووافقت بمحادثات جديدة موازية لجنيف في كازاخستان في محاولة روسية للابتعاد قليلا عن جنيف وتبعاتها ، من جانبها تلقت روسيا الخبر بهدوء كبير ودخلت المفاوضات في الوقت الذي لم يوارى جثمان سفيرها الثرى ، فقط منحته أعلى وسام روسي والتقت مع تركيا على مائدة المفاوضات ولسان حالها يردد " شكرا اردوغان لخدماتكم الجليلة "..

كفانا قتل وخراب - محمد صالح رجب


الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

لا يا سيادة الرئيس.. " بقلم : محمد صالح رجب " - المشهد

لا يا سيادة الرئيس..  " بقلم : محمد صالح رجب "
ما فعله الإخوان بمصر لا ريب كبير ومن الطبيعي أن تتوجس الدولة ومن خلفها الشعب منهم خيفة ، غير أن الخيفة والحذر هذان يجب ألا يتحولا إلى رعب ، كما يجب ألا يتحول الإخوان إلى شماعة يُعلق عليها كل فشل ، يجب أن نحترم عقلية المواطن ، مواطن اليوم غير مواطن زمان ، وعقلية مواطن اليوم التي شكلتها التقنيات الحديثة غير ذي قبل ومن ثم لا يجب أن تُستخدم معه وسائل وأساليب تخطاها الزمن ، أسلوب الترهيب لإخراس الألسن وطمس حقائق بات يعلمها القاصي والداني لم يعد مقبولا مع مواطن اليوم ، لم يعد مقبولا أن يرهب مسئول كبير مواطنا استغل فرصة وجوده ليشكو له غلاء أسعار السكر فيتهمه " بغضب " بأنه " إخوان " بما يعني أنه إرهابي ، لم يعد مقبولا أن يُقصَى طالب حصل في الثانوية العامة على مجموع 98.3 %  من الكلية الحربية بعد أن اجتاز كل الاختبارات المقررة لأن له قرابة ولو من بعيد بإخواني، ما ذنب هذا الطالب وأسرته ولم تحرم الدولة نفسها من الكفاءات؟ وهل سيعفى هذا الطالب من فترة التجنيد الإلزامي بسبب صلة القرابة هذه ؟! ، وماذا لو قرر أهل الطالب التقدم إليكم بإعفاء الطالب وكل ذويه من فترة الخدمة العسكرية الإلزامية استنادا لتلك القرابة التي وثقتموها ؟ ماذا لو قرر المواطن شكوى اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد  بتهمة السب والقذف ؟!
لا يا سيادة الرئيس .. ما هكذا ينبغي أن تتعامل الدولة مع مواطنيها في هذا العصر ولا يجب البتة أن تستغل الدولة حنق المصريين على الإخوان في خلق مظلوميات ، التوسع في إلصاق تهمة " الإخوان " بالمواطنين للترهيب أو للتهرب من المسئوليات وتبرير الفشل أو التقاعس عن أداء واجب أو للإقصاء وإفساح المجال لذي واسطة ، أمر جد ضار بالدولة الجديدة التي تسعى و يسعى معك المصريون إليها .. لن تكون مصر " قد الدنيا " كما تريد يا سيادة الرئيس إلا بالعدل وان شئتم ـ سيادتكم ـ  العدل فعليكم بالتخلص سريعا من موروث العقاب الجماعي المتمثل في سياسة " السيئة تعم " واستبدالها بقول الله تعالى " لا تزر وازرة وزر أخرى" ، إن شئتم العدل يا سيادة الرئيس وباعتبار أنه لا احد فوق القانون يجب أن يُتخذ إجراء ما ضد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد لاتهامه مواطن دو سند أو دليل أو حتى على الأقل أن يرد المحافظ للمواطن اعتباره ويقدم له اعتذارا علنيا ..






الأحد، 18 ديسمبر 2016

عشان ابن عمده !! - محمد صالح رجب



محمد العمدة البرلماني السابق والإعلامي بقناة مصر 25 الغير مأسوف عليها تقدم مؤخرا بمبادرة تهدف إلى أعادة جماعة الإخوان لصدارة المشهد السياسي في مصر مرة أخرى والعودة بالبلاد إلى نقطة الصفر ، العمدة تبنى مطالب الإخوان وإن تراجع خطوة للوراء بعدم طرح عودة مرسي واعتبار فترة حكم السيسي " أربع سنوات " مرحلة انتقالية .
محمد محمود علي حامد ظن أنه لكونه ابن "العمدة " كما يطلق عليه فهو يحق له أن يرتدي عباءة العمدة ويجلس في دوار العمدة ، ويقدم مبادرات جائرة باسم العمدة لنصرة الخارجين على القانون على حساب الناس التي انكوت بنارهم !
كيف يثق هؤلاء الناس فيك ـ يا ابن العمدة ـ وقد كنت شريكا لمن آذوهم ؟ كيف يقبلون منك وقد اتهمتهم بأبشع التهم ؟
 لم ينس الناس ما اقترفته بحقهم وحق الوطن سواء في رابعة أومن خلال شاشة مصر 25 يوم كنت تعتلي المنصات وتجلس في دوارك تبث سموم الحقد والكراهية تجاه مخالفيكم الرأي ، لا زال محفورا في أذهان الناس وصلة رقصك مع خميس على منصة رابعة ، ولا زلنا نتذكر قولتك الشهيرة للمعتصمين في رابعة أنهم على الحق ومن أضير منهم فهو شهيد ومناهضي شرعية مرسي على الباطل وإذا أضير منهم أحد فهو في جهنم ويئس المصير ، لازلت ذاكرة الناس حاضرة وأنت تحرض ضد المحكمة الدستورية ، وتدعو على قادة جبهة الإنقاذ وتطلب بحرقة أن يؤمن المعتصمون خلفك وأنت تدعو عليهم بأن ينتقم الله منهم ، وأن يجعلهم آية وعبرة ، وألا يبلغهم رمضان ، لقد اتهمت كل مناهضي من وصفته بالرجل الصالح مرسي بأنهم ضد الدين ، وكأن الملايين التي خرجت ضد الرجل كانت كلها ضد الدين، وألبست الخلاف السياسي ثوب الدين فألهبت حماس المعتصمين ودغدغت عواطفهم لكراهية هؤلاء الناس ، هؤلاء الناس الذين حرضت عليهم ، هؤلاء الناس الذين هددت برفع راية الجهاد ضدهم ، لم ينسوا لك هذا وإن صمتوا، لكنك على ما يبدو مصر على استفزازهم ونبش جرحهم والخروج بهم عن صمتهم بطرحك عودة الإخوان من جديد من خلال هذه المبادرة التي ادعيت زورا وبهتانا انك تريد من خلالها عودة الديمقراطية ، وكأن دستورا لم يستفت عليه في مصر وكأن انتخابات رئاسية شهد لها العالم لم تقم .
هؤلاء الناس وهم في أوج غضبهم منك لن يسبوك ولن يصفوك بما وصفت بعضهم به ، ولن يحرضوا عليك ، ولن يضعوك في خانة أعداء الدين ويدعوا عليك كما فعلت معهم ، و إنما سيدعون لك بالهداية ، لعل الله يهديك يا ابن الـ..عمدة .



الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

آخر مرة " قصة قصيرة " للكاتب : محمد صالح رجب

http://www.arabworldbooks.com/authors/mohammed_ragab.htm

آخر مرة
كل شيء كان على حاله ..” التورتة ” وقد غرس فيها أربع شمعات ، الزينة التي تبطن أرجاء المكان ، الإضاءة الخافتة.. كل شيء كما كان منذ ساعات عدة إلا هي ..
أخذت تجوب المنزل ذهابا وإيابا ، تارة تشد أسارير وجهها ,وأخرى تصك إحدى يديها في باطن الأخرى كما لو كانت تتوعد شخصا ما .. كآبة موحشة تغلغلت بين جوانحها ، نار ملتهبة اضطرمت في صدرها ، شعور بالحنق سيطر عليها ..
نظرت إلى الساعة ، لقد تعدت التاسعة ـ مساءً ـ ولم يعد حتى الآن ، بل أنه لم يكلف نفسه ويرفع سماعة الهاتف ويتصل بها .. لم يتملكها إحساس بالضعف مثلما هي عليه الآن ، كانت تشعر أنها كما لو كانت قطعة أثاث كتلك المنتشرة بين ربوع المنزل .
انزوت إلى أحد الأركان ، جلست القرفصاء .. كانت كالتائهة ، تتلفت كمن يبحث عن شيء ما ، احتضنت ساقيها بين ذراعيها .. جالت بعينيها المكان ، لم تر إلا صورا لأشباح .. غربة تأصلت في أعماقها ، استحضرت صورة أمها وكأنها تشير إليها بأصابع الاتهام .. عندما كانت تشكو لها تأخره ، كانت تختلق لها الأعذار كما كانت تفعل من قبل مع أبيها .. لكنها سرعان ما عاودت تلقي اللوم على نفسها فهي ـ وليست أمها ـ التي كانت تقابل أعذاره دائما بابتسامة ، بل وتترك نفسها لكلماته تنساب إلى أغوارها ، حتى إذا ما فرغ تفتعل حدة مدللة : لا تأخذني بكلامك المعسول هذا ـ أعمل حسابك ـ هذه آخرة مرة تتأخر فيها ولن أقبل منك أي عذر بعد الآن ..
ويذوب تحذيرها وسط كلماته العذبة التي يغدق بها عليها .. لكن .. لن يحدث ذلك هذه المرة .. ـ هكذا همست لنفسها ـ .. تخ بداخلها شعور بالتمرد تراكمت رواسبه عبر السنوات الأربع التي قضتها معه ، أطرقت برأسها تفكر .. كانت لا تدري ماذا تفعل تحديدا ؟! لكنها كانت مصرة على أن تفعل شيئا ما ..
انتبهت إلى صرير الباب وزوجها يدخل ، استجمعت قواها ، شحنت نفسها ، ونهضت واقفة في شموخ مصطنع ..شعر أنه تأخر أكثر مما ينبغي ، خمن ما يمكن أن يحدث فأسرع بتقديم هديته ، وكلماته الرقيقة تنساب رقراقة كجداول الماء ، فتح الهدية ثم قدمها : كل عام وأنت بخير .. منذ عرفت أنها أعجبتك صممت أن أشتريها لك حتى لو كانت في المريخ ..
خافت أن تفضحها ابتسامتها هذه المرة أيضا ، تماسكت في تحد وإصرار ، لكنها لم تستطع أن تبتعد في ذلك كثيرا ، فقد راحت كلماته تزيل كل العوائق التي وضعتها ، وتحلق بها في عالم آخر، بعيدا عن عالم الماديات ، ولم تشعر إلا بشفتيها وهي تنفرج عن ابتسامتها المعتادة وهي تردد :أنا سوف أعتبرها آخر مرة ، ولن أقبل منك أي أعذار بعدها ..
(تمت)

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

الوجع .. محمد صالح رجب

سهل قوي تبقى بطل لما تتاجر بأوجاع الناس
 لأن أغلب الناس موجوعة وان اختلفت الأسباب
و الكلام عن الوجع له شجونه دا حتى الأغنية الحزينة
 بتعجب عموم الناس
لكن صعب قوي تكون سببا في تخفيف هذا الوجع 
محمد صالح رجب

الاثنين، 28 نوفمبر 2016

الجزيرة بين الإبهار والسقوط .. - محمد صالح رجب

الجزيرة بين الإبهار والسقوط .. " بقلم : محمد صالح رجب "
كنت شغوفا بالجزيرة مثل الكثيرين وكنت مبهورا بالبث المباشر والأداء والديكور والرأي والرأي الآخر ، كنت اكبت سؤالا يراودني من حين لآخر لماذا لا تتناول الجزيرة مشاكل قطر الداخلية أم إنها دولة بلا مشاكل ؟ وسرعان ما أعود لانبهاري وأنا أطالع الجزيرة وهي تسمح بإطلالة  مسئولين إسرائيليين على المشاهد العربي عبر شاشتها فيقفز سؤالا إلى ذهني : لم نر هذا المشهد من قبل ، مسئول  إسرائيلي كبير يبرر جرائم الكيان الصهيوني من على قناة عربية لدولة إسلامية تتبنى القضية الفلسطينية وتقدم نفسها على أنها راعية هذه القضية؟ لماذا؟ ، ويتوارى السؤال سريعا عندما لا أجد إجابة وأعود لانبهاري من جديد وأنا أتابع مذيعي الجزيرة في أفغانستان يلتقون قادة طالبان والقاعدة في كهوفهم وأتابع الشرائط والرسائل التي يختص بها بن لادن الجزيرة ليتوقف الانبهار لحظة أمام سؤال اطل برأسه : كيف تواصلوا معهم ومن أمَّنَهم وحماهم حتى وصلوا لأوكارهم ، ولماذا الجزيرة دون غيرها ؟ ثم يخبو السؤال أيضا عندما لا أجد إجابة ويعود الانبهار مرة أخرى وأنا أراهم في العراق في المقدمة ويزداد الانبهار سعة عندما سمعنا عن عدم رضا الأمريكان عن الجزيرة ليطل علينا محمد سعيد الصحاف ويقول قولته الشهيرة " أن الجزيرة تسوق للأمريكان "  لتزداد رقعة الأسئلة وتتعمق وتأخذ وقتا طويلا على حساب الانبهار : لماذا تفعل الجزيرة وقطر ذلك ؟ لمصلحة مَن انهيار العراق ؟ انهيار العراق سيخل بالتوازن مع إيران وستدفع دول الخليج والمنطقة ثمنه !!
تتشابك الأسئلة معا لتشكل غمامة سوداء تتسع رويدا على حساب الانبهار ليأتي الربيع العربي من تونس الخضراء وتتردد عبارة " هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية " ليحفظها القاصي والداني من خلال الجزيرة التي تستميت من أجل تكرار ذلك المشهد في مصر وتسخر كل الإمكانات لذلك ، عدد هائل من المراسلين المؤقتين ، وساعات بث متواصلة عبر قناة أنشأت خصيصا لمصر ، تبث من كل مكان في مصر وتعرض لمشاهد لا نعرف من أين لها بها ، واصلنا الانبهار من قدرتها على اختراق الساحة المصرية في هذا التوقيت وبهذا الشكل لكن الانبهار يزداد تآكلا أمام مساحة الشك والقلق التي انتابت المصريين من نوايا هذه القناة تجاه بلادهم ..
تنحى مبارك وكأن فرحا في قطر وجزيرتها وازداد الناس قلقا رغم فرحتهم بالتغيير لتزداد الجزيرة تدخلا في الشأن المصري ويتقدم الأخوان صدارة المشهد و يختفي الانبهار تماما أمام المؤامرة التي بدت تتضح للمصريين من خلال تغلغل قطر في الشأن المصري وبعد أن بدا للجميع أن القرار المصري بات يخرج من الدوحة وليس من القاهرة ، الأمر الذي جرح كبرياء المصريين الذين لا يملكون مالا لكنهم يملكون الكرامة التي هي كل رأس مالهم ، فانتفضوا لكرامتهم وصبوا جم غضبهم على الإخوان والجزيرة ، لقد اسقط المصريون وإلى الأبد جزيرة الشيطان ، ولا أقول فقد القطريون سلاحهم الأهم على يد المصريين ولكن أقول فقد الصهاينة ومَن خلفهم أحد أهم أدواتهم في المنطقة .. قطر.


الخميس، 17 نوفمبر 2016

على يسار النظام " بقلم : محمد صالح رجب "

http://elaosboa.net/elaosboa-dg/1002/elaosboa.html#/13/

على يسار النظام  " بقلم : محمد صالح رجب "

 من المؤكد أنها ليست مقدسة ، تلك العبارة التي كثر استخدامها الآن من بعض  مثقفينا " المثقف يجب أن يكون على يسار النظام " .. ما أشاهده وألمسه عقب ثورة 30 يونيو  2013 أن نفرا غير قليل من محدثي الثقافة قد رفعوا هذا الشعار و اختاروا أن يقفوا دائما إلى يسار النظام ، فلم يعجبهم شكل الرئيس ونظامه ولا ملبسهم ، لم يعجبهم كلامهم ولا صمتهم ولا أي من قراراتهم ، دائما معارض ، يغفو ثم يهب منتفضا رافعا يده " اعترض" ثم يغفو من جديد بعد أن سجل  اعتراضه ، وبسؤال البعض عن السبب كان الرد لافتا : طبيعي أن يكون المثقف على يسار النظام ، هذا الرد استوقفني كثيرا ، ورحت أتساءل : ما الذي يجعله أمرا طبيعيا ؟ ما الذي يجعله أمرا مسلما به ؟ هل خلق الله المثقف على يسار الحاكم ونخشى أن نغير في خلق الله ؟ أم أن انتقال المثقف إلى يمين السلطة سيفقده بطولة زائفة ووهجا ثوريا مصطنعا و سيجعله في مرمى السهام والاتهامات بنفاق السلطة ؟
مقولة أن " المثقف يجب أن يكون على يسار السلطة " ليست مقدسة ، ولا يجب أن يحفظها ويتوارثها البعض دون أن يفهم مقصدها ، التمسك بهذه المقولة على إطلاقها و في كل الأحوال ما هو إلا مزايدة رخيصة لاصطناع بطولة زائفة أو لجلب الإهتمام والأضواء ولا تنم أبدا عن وطنيه يحاول أصحابها أن يرتدوا ثوبها ، سنفرح كثيرا عندما يقف المثقف معارضا على يسار السلطة عندما يتطلب الأمر ذلك وسنكون أكثر فرحا عندما نراه على يمين السلطة داعما ومؤيدا عندما يتطلب الأمر ذلك ، وستغمرنا السعادة ونحن نراه خلفها يحمي ظهرها ويدفعها بقوة للأمام أو أمامها ينير لها الطريق ويكشف لها عن عثراته ..


الاثنين، 14 نوفمبر 2016

محمد صالح رجب يكتب : وائل الإبراشي .. ثمة فارق كبير بين النقد والابتزاز !


الحشود التي خرجت في 30 يونيو ليست سواء ، صحيح أن قطاعا واسعا ممن خرج في 30 يونيو قد خرج خشية على مصر وهويتها وخوفا من النفق المظلم الذي كادت تنزلق إليه في ظل حكم الإخوان ، لكن لا يمكن أيضا أن ننكر أن بعضا ممن انضموا إلى 30 يونيو كانوا أصحاب مصالح وإن اختلفت ، لكنهم اجتمعوا سويا على هدف واحد وهو الخلاص من الإخوان ، وتعاملوا مع ثورة 30 يونيو بمنطق " نخلص منهم وبعدين يحلها ألف حلال " من هؤلاء العديد من الإعلاميين الذين خشوا على لقمة عيشهم بعد سقوط القناع الذي ارتدته جماعة الإخوان تجاه منظومة الإعلام عندما انتقلت من مقعد الاستضعاف والمعارضة إلى سدة الحكم ، والذي ظهر جليا في استهداف الإعلاميين وذويهم والتشهير بهم ، واتهامهم بأنهم سحرة فرعون ، والاعتداء على مدينة الإنتاج الإعلامي ومحاصرتها أكثر من مرة ، هؤلاء الإعلاميين حاولوا التكييف في البدء مع نظام الإخوان وهللوا له وتناسوا أن جماعة عاشت حياة سرية منغلقة لا يمكن لها أن تعيش في النور كالأسوياء ، فانضم هؤلاء إلى 30 يونيو حفاظا على لقمة عيشهم . من هؤلاء الإعلامي " وائل الإبراشي " ، فتى الشاشة المدلل في ظل الفراغ الإعلامي الذي تشهده مصر ، وائل الإبراشي الذي كان صديقا لوقت قريب لكثير من قادة الإخوان وعقد حوارات عديدة معهم ومع مرشدهم قبل أن ينقلب عليهم ، وينضم إلى ثورة 30 يونيو ، بدأ الإبراشي مساندا بقوة للقيادة الحالية ، لكنه لم يجد على مائدتها ما يقدم له ، تدريجيا بدأ يرفع سقف الانتقادات لسلبيات في الأداء الحكومي ، وهذا ولا شك شئ محمود ، بل ومن واجبه ، لكن ثمة فارقا كبيرا بين الواجب والابتزاز ، ثمة فارق كبير بين انتقاد أداء النظام وابتزازه ، ما فعله وائل الإبراشي بعد أن انقطاع البث الفضائي عن برنامجه " العاشرة مساء " والذي تبثه قناة دريم وتضخيم الأزمة والقول تصريحا أو إيحاء أن جهات سيادية وراء قطع البث هو ولا شك ابتزاز للنظام و مزايدة من الإبراشي على دعمه لثورة 30 يونيو ، هذه المزايدة التي جعلت من رئيس الوزراء شخصيا ينفي أي صلة بينه وبين وقف البرنامج بل أكثر من ذلك جعلته يترك مهامه الجسام و يتوسط بين الإبراشي وقناة "دريم" لعودته للبرنامج . تمنيت لو تجاهل رئيس الوزراء تلك الأزمة وإن كان ولابد فبيان على لسان المتحدث باسم مجلس الوزراء كان كافيا بدلا من مساعدة الإبراشي على ابتزاز النظام والقناة التي التي يعمل بها .

محمد صالح رجب يكتب : وائل الإبراشي .. ثمة فارق كبير بين النقد والابتزاز !



محمد صالح رجب يكتب : وائل الإبراشي .. ثمة فارق كبير بين النقد والابتزاز !



الحشود التي خرجت في 30 يونيو ليست سواء ، صحيح أن قطاعا واسعا ممن خرج في 30 يونيو قد خرج خشية على مصر وهويتها وخوفا من النفق المظلم الذي كادت تنزلق إليه في ظل حكم الإخوان ، لكن لا يمكن أيضا أن ننكر أن بعضا ممن انضموا إلى 30 يونيو كانوا أصحاب مصالح وإن اختلفت ، لكنهم اجتمعوا سويا على هدف واحد وهو الخلاص من الإخوان ، وتعاملوا مع ثورة 30 يونيو بمنطق " نخلص منهم وبعدين يحلها ألف حلال " من هؤلاء العديد من الإعلاميين الذين خشوا على لقمة عيشهم بعد سقوط القناع الذي ارتدته جماعة الإخوان تجاه منظومة الإعلام عندما انتقلت من مقعد الاستضعاف والمعارضة إلى سدة الحكم ، والذي ظهر جليا في استهداف الإعلاميين وذويهم والتشهير بهم ، واتهامهم بأنهم سحرة فرعون ، والاعتداء على مدينة الإنتاج الإعلامي ومحاصرتها أكثر من مرة ، هؤلاء الإعلاميين حاولوا التكييف في البدء مع نظام الإخوان وهللوا له وتناسوا أن جماعة عاشت حياة سرية منغلقة لا يمكن لها أن تعيش في النور كالأسوياء ، فانضم هؤلاء إلى 30 يونيو حفاظا على لقمة عيشهم . من هؤلاء الإعلامي " وائل الإبراشي " ، فتى الشاشة المدلل في ظل الفراغ الإعلامي الذي تشهده مصر ، وائل الإبراشي الذي كان صديقا لوقت قريب لكثير من قادة الإخوان وعقد حوارات عديدة معهم ومع مرشدهم قبل أن ينقلب عليهم ، وينضم إلى ثورة 30 يونيو ، بدأ الإبراشي مساندا بقوة للقيادة الحالية ، لكنه لم يجد على مائدتها ما يقدم له ، تدريجيا بدأ يرفع سقف الانتقادات لسلبيات في الأداء الحكومي ، وهذا ولا شك شئ محمود ، بل ومن واجبه ، لكن ثمة فارقا كبيرا بين الواجب والابتزاز ، ثمة فارق كبير بين انتقاد أداء النظام وابتزازه ، ما فعله وائل الإبراشي بعد أن انقطاع البث الفضائي عن برنامجه " العاشرة مساء " والذي تبثه قناة دريم وتضخيم الأزمة والقول تصريحا أو إيحاء أن جهات سيادية وراء قطع البث هو ولا شك ابتزاز للنظام و مزايدة من الإبراشي على دعمه لثورة 30 يونيو ، هذه المزايدة التي جعلت من رئيس الوزراء شخصيا ينفي أي صلة بينه وبين وقف البرنامج بل أكثر من ذلك جعلته يترك مهامه الجسام و يتوسط بين الإبراشي وقناة "دريم" لعودته للبرنامج . تمنيت لو تجاهل رئيس الوزراء تلك الأزمة وإن كان ولابد فبيان على لسان المتحدث باسم مجلس الوزراء كان كافيا بدلا من مساعدة الإبراشي على ابتزاز النظام والقناة التي التي يعمل بها .http://www.rosaelyoussef.com/news/120575/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%B1%D8%AC%D8%A8-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D9%8A-%D8%AB%D9%85%D8%A9-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D8%B2

الخميس، 14 يوليو 2016

الوسيط التركي " بقلم : محمد صالح رجب "

 الوسيط التركي  " بقلم : محمد صالح رجب "

تكلفة باهظة دفعتها تركيا جراء سياستها في المنطقة ، لم تكن الفاتورة التي دفعتها تركيا  اقتصادية فحسب بل أن ثمنا سياسيا باهظا دفعته خصما من رصيدها القيادي في المنطقة وأودى بها إلى عزلة خانقة ناهيك عن صورة اردوغان الخليفة والمنقذ التي تهاوت في عيون ملايين المسلمين عبر العالم ، خلاف تركيا  لم يعد مع مصر فحسب بل امتد ليشمل ليبيا وسوريا والعراق إلى جانب مشكلتها مع روسيا اثر إسقاط أنقرة لمقاتلة روسية قيل أنها اخترقت الحدود التركية ، القيادة التركية في أكثر من مناسبة شددت على أنها لن تقدم اعتذارا لروسيا بل أن على روسيا أن تقدم هي اعتذارا لتركيا عن خرق مجالها الجوي ، القيادة التركية أيضا وصفت قادة إسرائيل بالقتلة وان أياديهم ملوثة بالدماء ، إلا أن الساعات القليلة الماضية شهدت انقلابا برجماتيا في السياسة التركية فبعد الإعلان عن مصالحة مزمعة مع إسرائيل تتضمن دفع تعويضات لضحايا السفينة مرمره وتأكيد تركيا بأن صالح العاروري المتهم بقتل الإسرائيليين الثلاثة، صيف عام 2014 لم يعد موجودا في تركيا، ولن يعود إليها ، وتعهدها بمنع حماس من استخدام أراضيها كقاعدة للعمليات ضد إسرائيل أعلن ديمتري بيسكوف المتحدث الإعلامي للكرملين أن الرئيس اردوغان قدم اعتذارا لروسيا عن إسقاط مقاتلة روسية قرب الحدود السورية . 
تراجع القيادة التركية عن مواقفها السابقة جاء بعد تعيين رئيس الوزراء الجديد بن علي يلدرم  خلفا لداود أحمد اوغلو ، وجاء تحت وطأة الخسائر الاقتصادية والسياسية التي منيت بها جراء توتر علاقاتها الدولية وازدياد وتيرة العمليات الإرهابية في العمق التركي ، تركيا الآن باتت أكثر انفتاحا على العالم  وأكثر استعداد لتغيير سياستها حتى في سوريا ولكن بدون الأسد .
لكن كيف لتركيا أن تدير شبكة العلاقات الدولية هذه وسط تعارض المصالح وتقاطع السياسات بين تلك الدول ، كيف لها على سبيل المثال أن تحتفظ بعلاقات وطيدة مع واشنطن وروسيا في ذات الوقت ؟ كيف لها أن تحتفظ بعلاقات طيبة مع إيران دون أن تغضب دول الخليج وإسرائيل ؟ كيف لها أن تحتفظ بعلاقات مع إسرائيل من جهة وحماس وإيران من جهة أخرى ؟
لا يمكن لتركيا أن تستمر طويلا في الحفاظ على علاقات مميزة مع هذه الدول ذو المصالح المتعارضة ، إلا إذا قدمت نفسها كوسيط ، هي تستطيع أن تقنع دول الخليج وإيران أن بإمكانها أن تكون وسيطا لتقريب وجهات النظر بينهما ، كما تستطيع أن تقدم نفسها كوسيط بين حماس وإسرائيل بل انه في خطوة لاحقة تعد تركيا نفسها للعب دور الوسيط بين الدولة المصرية ومعارضيها لاسيما الإخوان ، فهل تنجح القيادة التركية في لعب هذا الدور؟ وهل سيكون على حساب ادوار قيادية لدول أخرى في المنطقة ؟ هذا ما سوف تكشف عنه الأيام القليلة القادمة ..




السبت، 30 أبريل 2016

الشعب يريد اسقاط النظام - محمد صالح رجب


http://elaosboa.com/elaosboa-dg/977/elaosboa.html#/15/

https://www.masress.com/elaosboa/348614

الشعب يريد إسقاط النظام
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 25 - 04 - 2016

«الشعب يريد إسقاط النظام» شعار التف حوله المصريون فأسقطوا أنظمة، لكن بعد سنوات فقد الشعار بريقه، بعد أن بدا لكثير من المصريين سوء استغلال هذا الشعار لتحقيق مكاسب ضيقة، وبدا أن تجيش الناس وراء هذا الشعار لم يكن الهدف منه مصلحة المصريين الذين خرجوا بالملايين إلى الشوارع طلبا لحياة كريمة فوجدوا أنفسهم بعد سنوات منه أسوأ حالا مما كانوا عليه، يقارن البعض بين الأسعار الآن ووقتها وسعر الدولار والاحتياطي والسياحة وحتى الأمن، لتصب المقارنة في صالح النظام أي نظام، ليستقر بداخل كثير من المصريين أن الاستقرار في ظل نظام خير آلاف المرات من «فوضى» إسقاط الأنظمة. يرد بعض النشطاء أن الثورة لم تحكم، ليجيب عليهم آخرون ومن يضمن لنا أن الثورة ستحكم إن أسقطنا عشرات الأنظمة؟ يقول بعضهم: سيظل طرف معارض يدعي أن الثورة لم تحكم وأن الأنظمة القديمة قد عادت ليستمر المسلسل وتستمر معه حالة عدم الاستقرار التي يتحمل البسطاء الجزء الأكبر من فاتورتها. 
وبصرف النظر عن صواب هذا الاعتقاد إلا أنه يبقى اعتقادا سائدا الآن لدى كثير من المصريين وربما لدى مؤسسات الدولة ذاتها حيث تولدت لديهم قناعات أن مصر لم تعد تتحمل الآن تكلفة إسقاط أي نظام، لأن البديل سيكون كارثيا على الجميع.
إغفال المهتمين بالإصلاح في مصر هذه الحقيقة هو استمرار لحالة الانفصام بينهم وبين الواقع المصري، لم تعد فكرة إسقاط النظام تلقى رواجا الآن بين المصريين، وإدراك المنشغلين بالشأن العام ودعاة الإصلاح والمجددين لهذه الحقيقة مبكرا سيدفع بهم إلى البحث عن آليات جديدة للإصلاح والتقويم وخلق مسارات آمنة للتغير، أضاعت النخبة الجديدة التي أفرزتها ثورتا مصر على نفسها وعلى مصر فرصة ثمينة لتزويد الوطن بوجوه جديدة شابة وبدائل قيادية متعددة، عندما انشغلت بالغنائم والمناصب على حساب ضخ دماء جديدة وتنشيط الحياة الحزبية بالانضواء تحت أحزاب قائمة أو تكوين أحزاب جديدة قادرة على صنع البديل، إن أعظم إنجاز يمكن أن تقدمه النخبة الحالية لنفسها ولمصر هو بث الروح في الحياة الحزبية لتشهد مصر تعددية حزبية حقيقية، وباستثناء الرئيس السيسي لظروف المرحلة فإن أي رئيس قادم بلا حزب هو رئيس في مهب الريح، وعليه فإن النخبة هذه إن أرادت أن تنال ثقة الشارع فلتسارع وتشغل نفسها بصنع البديل القادر على المنافسة بدلا من الانشغال بإسقاط النظام ..
 

الاثنين، 25 أبريل 2016

ميكروبـاص

فــراق

الشعب يريد إسقاط النظام | بوابة الأسبوع

الاثنين، 18 أبريل 2016

من أقوال محمد صالح رجب











نحن لا نملك رفاهية الفشل - محمد صالح رجب - المشهد

نحن لا نملك رفاهية الفشل - محمد صالح رجب - المشهد
http://www.masress.com/almashhad/1063973

محمد صالح رجب يكتب : نحن لا نملك رفاهية الفشل

نشر في المشهد يوم 18 - 04 - 2016


يكتب : نحن لا نملك رفاهية الفشل
أخطار جمة تحيط بالدولة المصرية يزيد من حجمها سوء إدارة الدولة للعديد من الملفات ، آخرها بالطبع سوء إدارة ملف تعيين الحدود مع المملكة العربية السعودية ، والذي تلقفه البعض وعض عليه بالنواجذ لتأجيج مشاعر المصريين وإشعال فتنة داخلية ناهيك عن الإضرار بالعلاقات مع السعودية .
لم يكن من الممكن أن تحدث هذه الضجة لو لم يكن ثمة خطأ ما في إدارة هذا الملف ، الإعلان عن الاتفاقية وقع كالصاعقة على المصريين فأصابهم بالدهشة حتى أولئك الذين يقفون في ظهر الدولة المصرية عقدت ألسنتهم من هول المفاجأة واختفوا وتخلفوا عن الاشتباك الجدلي مع الآخرين لأن الحكومة وضعتهم في موقف لا يحسدون عليه ، كما أن خروج أعداد ليست بالقليلة فيما عرف بجمعة الأرض في سابقة هي الأولى منذ اعتلى الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الحكم مؤشر عدم رضا عن إدارة الملف ونقطة تحول ربما في العلاقة مع صانع القرار.
وحتى لا تختلط الأمور ولا يستغل المتربصون خروج المصريين الشرفاء غيرة على الأرض ولأننا لا نملك رفاهية الفشل يجب أن تدار تلك الأزمة بحرص شديد من قبل كافة الأطراف ذات العلاقة وأقصد بها الدولة وأجهزتها التنفيذية والتشريعية وحتى القضائية إن تطلب الأمر ذلك وكذا الإعلام لا سيما الخاص منه وأيضا المعارضين والمؤيدين على حد سواء ،إن لم نستطع الخروج منتصرين جميعا في هذه اللحظة فعلينا على الأقل أن نخرج بأقل خسائر ممكنة ،هناك أخطار محدقة وتحديات اقتصادية كبيرة و جبهة داخلية يجب أن تظل موحدة ، هناك شعب بات يتنفس سياسة لم يعد يقبل بغير الشفافية ، هناك علاقات مع دولة كبيرة مؤثرة ، على المؤيدين للاتفاقية أن يعلموا أن معظم من رفض الاتفاقية كان غيرة على الأرض ، فالأرض عرض ، وعلى المعارضين ألا يسمحوا أن تستغل غضبتهم للنيل من الدولة ، وعلى جهات الدولة أن تتعاون لأقصى مدى لضمان الحقوق، لكن يبقى خروج الناس في جمعة الأرض رسالة قوية يجب أن تحسن القيادة استقبالها ، إدراك الجميع أننا في مركب واحد وأننا لا نملك رفاهية الفشل سيقي البلاد بإذن الله من خطر داهم يبيت له الآن بليل ..
المشهد .. لاسقف للحرية
المشهد .. لاسقف للحرية
 

الثلاثاء، 12 أبريل 2016

الرئيس الذي باع أرضه ! | بوابة الأسبوع

الرئيس الذي باع أرضه ! | بوابة الأسبوع: سيل من الاتهامات طالت القيادة المصرية تزامنا مع زيارة الملك سلمان إلى...

الرئيس الذي باع أرضه ! 
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 12 - 04 - 2016

سيل من الاتهامات طالت القيادة المصرية تزامنا مع زيارة الملك سلمان إلى القاهرة والإعلان عن حزمة مشاريع واتفاقيات ضخمة على رأسها الجسر الذي أُعلن عنه للربط بين البلدين والتوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين ، محاولة ضرب العلاقة مع السعودية هي استمرار لمحاولات تخريب العلاقة بين مصر ومجموعة الدول التي ساندتها عقب ثورة 30 يونيو والتي بدأت بتفجير القنصلية الايطالية في القاهرة ثم تفجير الطائرة الروسية ثم قضية ريجيني ولا يستبعد أن تطال لاحقا فرنسا التي سيحل رئيسها ضيفا على القاهرة خلال أيام ، دور السعودية كان مفصليا في فك العزلة التي طوقتالقاهرة وقتها ، ومنذ ذلك الحين والمحاولات على أشدها لضرب تلك العلاقة ، زيارة الملك سلمان لمصر أثارت موجة من الحسرة لدى البعض الذي سارع بتشويه مخرجات تلك الزيارة وبين عشية وضحاها أصبح حلم " الجسر " من الموبقات ، وترسيم الحدود تنازلا عن الأرض ، والرئيس عواد الذي باع أرضه .. 
لا شك أن جانبا من المصريين قد تأثروا بذلك و خالجهم الخوف والقلق على بلادهم لاسيما فيما يتعلق بترسيم الحدود وما أشيع عن تنازل مصر للسعودية عن جزيرتي تيران والصنافر ، وحاول المتربصون كالعادة الاستفادة من الحدث مستغلين ارتباط المصير بين المصري وأرضه التي تحمل ودفع الكثير من اجلها ، وضغطوا لإحراج النظام واستثارة الشارع ضده ومحاولة الوقيعة بين مصر والسعودية ، ولكن بعيدا عن كون الجزيرتان مصريتين أو سعوديتين وهو الأمر الذي سيحسمه المختصون حتما عند عرض الاتفاقية على البرلمان ، فإن سؤالا يتبادر إلى الذهن ، هل يعتقد المصريون أن رئيسا لمصر بعد ثورتين متتاليتين ورئيسين خلف القضبان يمكن له أن يبيع أو يتنازل عن " شبر" واحد من الأراضي المصرية وهو يعلم مصيره سلفا ؟

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

الأحد، 27 مارس 2016

” فيها يا أخفيها ” | بوابة الأسبوع

” فيها يا أخفيها ” | بوابة الأسبوع:
" فيها يا أخفيها "
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 27 - 03 - 2016

سياسة يتبعها البعض لفرض حضوره على المشهد المصري ، منذ عدة أيام خرج علينا نفر من أصحاب هذه السياسة لينتقد بعنف لقاء الرئيس الأخير ببعض الكتاب والمفكرين ، وهو الشئ ذاته الذي فعله بعضهم من قبل في لقاء الرئيس مع بعض من شباب الصحفيين والإعلاميين. 
يحاول البعض تشويه الصورة و وتعطيل المراكب السايرة لا لشيء إلا لأنه لم يكن فيها ، ينتقد الحكومة لأنه لم يختر وزيرا ، ينال من البرلمان لأنه لم يوفق نائبا ، يشن هجوما على الحضور في مؤتمر أدباء مصر لأنه لم يكن ضمن الحضور ، ينتقد لقاء الرئيس بنخبة من الكتاب والمفكرين لأنه لم يكون مدعوا ، يتمنى هزيمة الفريق لأنه لم يكن لاعبا معهم .
أمثال هؤلاء ستجدهم منتشرين على امتداد الساحة المصرية وفي مختلف المجالات ، يشككون في كل إنجاز ويسعون لعرقلة أي تقدم لأنهم ببساطة لم يظهروا في الصورة ، ألم يكن بإمكان منتقدي لقاء الرئيس بالمثقفين على سبيل المثال أن يطرحوا رؤيتهم للقضايا المطروحة على الساحة المصرية والحلول المقترحة من خلال التواصل مع المثقفين قبيل لقائهم بالرئيس ، أم أن خدمة الوطن باتت مرهونة بالظهور في الصورة ؟!
 

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

الاثنين، 21 مارس 2016

الأزمة السورية .. وسياسة حافة الهاوية " بقلم : محمد صالح رجب "

 رغم دعمها الكبير للنظام لم تكن روسيا تحلم بأكثر من دور ما ولو هامشي في الأزمة السورية ، تلكأ الإدارة الأمريكية في الحسم حافظ على هذا الحلم لكن خطأ الحليف التركي بإسقاط الطائرة الروسية  عزز الحلم الروسي  وأتاح له نشر قواته على الأراضي السورية مما أربك الخطط الأمريكية وغير من موازين القوى على الأرض وحرم أمريكا وحلفاءها من الميزة النسبية التي كانوا يتمتعون بها ، تدارك الأمر و العودة إلى الوضع السابق بات أمرا عسيرا على أمريكا ، الانسحاب من الملف السوري هو تسليم بالخسارة ، كما أن الصدام مع الجانب الروسي الذي أحسن انتشاره وعزز حصونه على  الملعب السوري أمر غير مأمون العواقب في ظل عقلية بوتن "المندفع" والغير متوقَّع الأفعال ، تحاول أمريكا تدارك الأمر من خلال مفاوضات تحفظ لها ماء الوجه لكن التسوية تعني وجود الأسد ولو إلى حين وهو أمر غير مقبول من اللاعبين الإقليمين ، لكنه يبقى الحل الأفضل لأمريكا فهو يجنبها الصدام المباشر مع بوتن ويحفظ لها ماء الوجه ويحد من المذابح في سوريا والتي أضحت وصمة عار على جبين الأسرة الدولية كما أنه سيفضي بعد فترة انتقالية إلى رحيل الأسد ، غير أن اللاعب الروسي ومن منطلق وضعه الجيد على الأرض سيماطل حتى يحقق اكبر مكاسب ممكنه لفرض شروطه في التفاوض ، ومع مرور الوقت وتحسن موقف النظام السوري على حساب المعارضة مؤكد سيولد ذلك غضبا لدى المعارضة و داعميها الإقليمين وهذا ما حدث بالفعل و دفع بالمعارضة للانسحاب من جولة المفاوضات الأخيرة في جنيف ، تضغط  أمريكا من اجل منع المفاوضات من الانهيار ويحاول جون كيري أن يضع حدا للقصف الروسي و تقدم قوات النظام وان يتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين لضمان العودة السريعة للمفاوضات والمضي قدما في الحل السلمي .
غير أن الفشل في هذه المساعي وتذمر الحلفاء الإقليمين وضغطهم للتدخل البري قد يدفع أمريكا في نهاية المطاف إلى التخلي عن حذرها واللجوء إلى سياسة "حافة الهاوية " في مواجهة الدب الروسي انتظارا لردة فعله فإما انصاع وعاد لقواعد اللعبة وحافظ على توازن القوى على الأرض تمهيدا لإطلاق عملية السلام  أو واصل تمرده على الهيمنة الأمريكية وأعلنها مذبحة ربما امتد أثرها خارج الملعب السوري .. 







تمر مصر والمنطقة بلحظة تاريخية تستحق التوثيق الآني دون الانتظار وقبيل أن تستقر الأمور ويبدأ تزوير التاريخ لمن يجلس على مقاعد الحكم أيا من كان ، فقد علمتنا التجارب السابقة أن من يكتب التاريخ هو المنتصر من خلال أقلام تخلده تمجده وأفعاله ، وفي محاولة لتفويت الفرصة على هؤلاء وقبل أن يُعلن المنتصر نحاول من خلال جهد متواضع وأمين قدر المستطاع يُبتغى به وجه الله أولا وأخيرا نحاول رصد الأحداث لحظة بلحظة وردة الفعل المحلية والدولية تجاهها والمخاوف والآمال والطموحات من خلال " يوميات مصري" .... "
( محمد صالح رجب )





السبت 19/11/2011

كنت أشعر أنه لا بد أن يحدث شيئا ما عقب مليونية الأمس الجمة الموافق 18-11-2011 والتي دعت إليها ونظمتها الكتل المعارضة لوثيقة المبادئ الدستورية التي قدمها مجلس الوزراء والمعروفة " بوثيقة السلمي " نسبة إلى الدكتور علي السلمي نائب رئيس مجلس للوزراء للانتقال الديمقراطي ..وعلى رأس هذه الكتل التيارات الدينية متمثلة في جماعة الإخوان المسلمين ، والتيار السلفي .. 
ولقد بدا واضحا للعيان أن هذه المليونية إنما هي مجرد استعراض للقوة من جانب هذه التيارات ورسالة مقدمة إلى من يهمه الأمر سواء في الداخل متمثل في المجلس العسكري و الأحزاب الأخرى أو للخارج للدول صاحبة ألأجندات في مصر مفادها أننا هنا وبقوة وأننا وحدنا القادرون على الحشد في أي زمان ومكان .
ولا تفسير آخر لتلك المليونية لا سيما أننا على أعتاب انتخابات برلمانية لا يبعدنا عنها سوى أيام معدودات ، وأن الوثيقة المثار حولها الجدل هي مجرد مسودة قابلة للتعديل وهي تجميع لمسودات عديدة سابقة حتى لا يشاع الأمر وتتعدد المرجعيات ، وهي بالأساس ـ أي الوثيقة ـ استرشادية ليست ملزمة ، كما أن مجلس الوزراء عرض في اجتماعه أمس الأول مع ممثلين عن تلك الكتل المعارضة للوثيقة تعديلها ، والأمر مجرد وقت للتشاور مع باقي أطياف المجتمع ، إلا أن إصرار تلك الجماعات على نقل الحوار إلى ميدان التحرير يدفع بالريبة حول نوايا تلك الكتل والجماعات ، وإن بدا الأمر في ظاهره اعتراض على وثيقة السلمي لكن هدفه الأساسي هو استعراض لقوة تلك الكتل على الأرض .
ومما يدفع إلى الريبة هو توقيت تلك الأحداث ، لقد بدا الاعتصام في ميدان التحرير كما لو كان ( جر شكل ) كما نقول في مصر ، وبدا الأمر مخططا له باتجاه الدفع نحو الاحتكاك بقوات الأمن أو الجيش لإحداث بلبلة وفوضى، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح : لماذا في هذا التوقيت ونحن على مشارف استحقاق انتخابي هو البداية الفعلية للانتقال بمصر إلى مرحلة جديدة ناضل كثيرون من أجلها والبعض دفع حياته ثمنا لذلك ؟ 
إن المراقب المحايد وهو يحاول ربط الأحداث يبعضها ، يقفز إلى ذهنه هذا الهاجس في الربط بين توقيت نشر نتائج التحقيق في مصادر تمويل العديد من تلك الجماعات والتي تثار الشبهات حولها والذي أعلنت العديد من الصحف أن الدولة ستنشر تلك النتائج خلال أيام وبين توقيت تلك الأحداث والاعتصامات ، هل إحداث الفوضى والبلبلة هو مخطط لخلط الأوراق و للتغطية على نتائج تلك التحقيقات ؟! الله اعلم ..!!
كانت الملايين من المصريين تأمل في أن تستثمر الكتل السياسية الثورة التي لم يكن لهم اليد الطولى فيها بل صنعها شعب بأسره قبل أن يمطوا هؤلاء ظهر الثورة معتقدين أن بإمكانهم أن يهمشوا الشعب من جديد ، إنهم لم يعوا الدرس جيدا ، ملايين المصريين في القرى والنجوع ، وملايين البسطاء من العمال والحرفيين بعيدا عن الميادين تنظر وتترقب ما يحدث الآن ولن تسكت بعدما بدأ الكيل يفيض وهم يرون ثورتهم تخطف من بين أيديهم ، والكل يتحدث بهتانا وزورا باسم الشعب المصري بغية تحقيق مصالح شخصية أو حزبية ضيقة الشعب منها براء.. .
كنت أظن أن بإمكان تلك القوى أن تتجمع وتتلاقى جميعا ـ وأكرر جميعا وليس أغلبية ـ بسلسلة مطالب موحدة ومتفق عليها موجهة للمجلس العسكري .. لكن للأسف كل حاول أن يخطف أكبر قدر من الكعكة على حساب الآخرين . وانشغلوا بالغنائم قبل أن يكتمل النصر كما حدث في غزوة أحد عندما أهتم الرماة بالغنائم على حساب المصلحة العليا وكأننا لم نع الدرس جيدا . ولا يفهمون عن قصد أو دون قصد أن المجلس العسكري يحاول جاهدا أن يحقق مصالح الجميع ويقف على مسافة واحدة من كل التيارات ، لكن البعض يحاول أن يضغط بكل ما أؤتي من قوة لتحقيق اكبر قدر من الغنائم معتمدا على سلبية الطرف الآخر وعدم نزوله هو الآخر إلى الشارع لتعضيد دور المجلس العسكري عند رعايته لحقوقهم..

*********************************************
 
الأحد 20-11-2011

اليوم الأحد الموافق 20-11-2011 ترقب وقلق يطغيان على المشهد المصري ، الساعة تقترب من الخامسة مساء ونذر التصعيد تتوالى ، بدأ مسلسل القتل ، الأخبار تتواتر عن احتجاجات عنيفة في السويس والإسكندرية والمنصورة إضافة إلى ميدان التحرير بالطبع ، أنباء عن محاولات لاقتحام مركز شرطة الأربعين بالسويس وتناثر الشائعات عمن قتل شهيد السويس أمس الشائعات تتردد أن سيدة ترتدي معطفا فتحته وأخرجت مسدسا وأطلقت النار عليه ثم فرت ، ويقال أن الشرطة قبضت عليها . 
كثير من اللغط على شاشات الفضائيات المصرية والعربية ، وفي حين تحاول القنوات الرسمية المصرية التهدئة وتذكير المواطنين بملكيتهم لأقسام الشرطة والسيارات التي يحاولون إحراقها وأن مصر على مفترق طرق .. نرى على الفضائيات العربية مثل الجزيرة و بعض الفضائيات الخاصة المصرية تصعيدا وضيوفا كأنهم يذيعون مباراة لكرة القدم.. .
لازالت الحصيلة الرسمية حتى الآن ثلاثة قتلى أحدهم مات باختناق من جراء القنابل المسيلة للدموع وآخر قتل بقطع نافذ بآلة حادة ، إضافة إلى ما يزيد عن سبعمائة وخمسون جريحا " إصابة معظمهم خفيفة " جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع
وعلى ذكر الغاز المسيل للدموع يتردد أن هذا الغاز مختلف عما استخدم في بداية الثورة .. اسمع البعض يردد أن قوته ضعف قوة القنابل القديمة بأربع مرات ، وأن تأثيره مضاعف على الأعصاب وأكثر تهيجا للأنسجة..

البعض الآخر ردد أن القنابل منتهية الصلاحية ، وفريق آخر لم ينسى الزج بإسرائيل وذكر أنه مستورد من إسرائيل ، وأيا كان فليس أمام وزارة الداخلية سوى استخدام الغاز حيث أن جنودها غير مسلحين كما نرى في الصور التي تتوارد إلينا ، وكما أكدت الوزارة. .
لكن السؤال : بعض الأطباء يقولون أن هناك إصابات بطلق ناري ، من أين إذا كانت الداخلية تنفي استخدامه والمتظاهرين كما يرددون " سلمية سلمية "لم يطلقوا الرصاص ، من أطلق الرصاص إذن ؟!
بيان رئيس الوزراء عصام شرف جاء مخيبا لآمال العديد من القوى السياسية بتأيده التام للداخلية في فرض القانون ، وكرث المفهوم المتداول لدى العديد من قطاعات الشعب بضعف هذه الحكومة وعدم قدرتها على اتخاذ القرارات رغم أن د / عصام شرف نفسه جاء من رحم ميدان التحرير ، ومع ذلك بات ينعت الآن بالفاشل والضعيف بل أكثر من ذلك يوصف بأنه من فلول النظام السابق ، وعضو سابق بالحزب الوطني المنحل الذي أفسد الحياة السياسية في مصر على نحو ما يقرب من ثلاثين سنة مضت ، وأيضا رددوا انه يحمل جنسية مزدوجة ألمانية مصرية.
جدير بالذكر هنا أن نشير إلى أن البورصة المصرية خسرت اليوم فقط 7 مليار جنيه ، اثر البيع العشوائي للأجانب..

***********************************************

الاثنين الموافق 21-11-2011

صباح جديد ومع إشراقة شمس يوم جديد بدا الموقف واضحا وبدا أننا نتجه نحو ثورة أخرى أو استكمال ثورة 25 يناير وذكر البعض أن موجات ثورية في الطريق ، دلل على ذلك الزخم الذي امتد من ميدان التحرير إلى ميادين عدة في مصر لا سيما الإسكندرية والسويس والمحلة وغيرها ، ومن الصباح اجتمع مجلس الوزراء ساعات طويلة من النهار فاتحا الباب أمام تكهنات عدة تاركا المناوشات بين الشرطة والمتظاهرين مستمرة خاصة أمام شارع محمد محمود المؤدي إلى وزارة الداخلية ، والعجيب هذا الإصرار العجيب من هؤلاء الشباب على اقتحام وزارة الداخلية رمز كبرياء الشرطة وإصرار الداخلية على عدم ترك الوزارة تسقط هذه المرة فكان الصدام الحتمي الذي أوقع العديد من القتلى وأكثر من ألف جريح .
نشرت المواقع الالكترونية وبعض النشطاء فيديوهات على شبكة الانترنت أثارت المتظاهرين لا سيما فيديوهان ، أحدهما يظهر رجل شرطة يسحب متظاهرا مقتولا ويتركه إلى جوار الزبالة ، والفيديو الآخر يظهر ضابط سعيد بإصابة متظاهر في عينيه..
ومن ابرز أحداث هذا اليوم :
 - إصابة 12 شخصا وضبط 19 آخرين أمام مدرية الإسكندرية ، والاعتداء على المديرية بمجرد إطلاق سراح محتجزين من المتظاهرين استجابة لمطلب المتظاهرين .
. إصابة قائد الأمن المركزي بالمنطقة المركزية بطلقات خرطوش بشارع مصطفى محمود -
. ضبط 3 أجانب أثناء مشاركتهم بإلقاء المولوتوف على وزارة الداخلية والذي امسك بهم متظاهر من التحرير -
. مصر ترحل أمريكي يحرض المتظاهرين في التحرير على مهاجمة الأمن -
. إصرار وزير الثقافة عل الاستقالة -
. استقالة وزير الداخلية وذكرت مصادر في الداخلية أن الاستقالة ليست فردية إنما ضمن استقالة حكومة شرف -
. حكومة شرف تضع استقالتها تحت تصرف المجلس العسكري الذي لم يبت فيها حتى نهاية اليوم -
- طرح العديد من الأسماء لتولي منصب رئيس الوزراء في حال تأكد استقالة شرف من بين هذه الأسماء محمد البر ادعي ، و د / الببلاوي وزير المالية في حكومة عصام شرف.
. أيضا توقيف ايرلندي بمطار القاهرة يحمل سترة ضد الرصاص وأجهزة حديثة -
 - رفض المتظاهرين دخول أي رمز للقوى السياسية لا سيما د / محمد البلتاجي والشيخ حازم أبو إسماعيل ممثلا الإخوان المسلمين والجماعة السلفية وطردوهم من التحرير .
 - وفي حوار تليفزيوني مع قناة س ب س ذكر د/ البلتاجي انه رأى عناصر من الجماعة مع المتظاهرين في التحرير لكن الجماعة لن تنزل رسميا للمشاركة مع المتظاهرين ولن تشارك في مليونية الغد الثلاثاء ، وهذا الأسلوب متبع دائما من قبل الجماعة كما حدث في ثورة 25 يناير حيث تمسك الجماعة العصا من منتصفها إذا نجحت الثورة قالوا ألم نكن معك ، وان كانت غير ذلك قالوا أنهم لم يشاركوا ولم يتخذوا قرارا بالمشاركة. 
. دعوة لمليونية غدا الثلاثاء بميدان التحرير وكافة الميادين الأخرى -
قدمت قوى سياسية وحقوقية بلاغا إلى النائب العام في قتل المتظاهرين ، كما قدم أعضاء نقابة الصحفيين بلاغا ضد رئيس الوزراء ووزير الداخلية وعدد من الضباط بتهمة الاعتداء على الصحفيين بالقاهرة والإسكندرية وتعذيبهم وذكروا تحديدا واقعة الاعتداء على " سرحان سنارة " الصحفي بمكتب جريدة الأخبار بالإسكندرية.
. المجلس العسكري يدعو القوى الوطنية إلى حوار للخروج من الأزمة -
. - أسهم مصر تفقد 2.2مليار جنيه في أول 30 دقيقة من الجلسة
 - الحصيلة النهائية حتى الآن بحسب وزارة الصحة المصرية 24قتيلا و 481 مصابا في أحداث التحرير رغم أن الأنباء تشير إلى أعداد أكبر من ذلك.

***********************************************


الثلاثاء 22-11-2011

صباح جديد وأجواء باردة لا تستطيع أن تلطف من الاحتقان الذي يسيطر على المتظاهرين في ميدان التحرير وميادين أخرى في بر مصر ، الكل ينتظر كلمة المشير علها تضع حدا لما آلت إليه الأمور .. وكالات الأنباء وكاميرات الفضائيات معلقة على التحرير.. تحليلات مسلية لملايين المشاهدين في مصر وخارجها ، عنصر الإثارة والتشويق يظهر في أسئلة مقدمي البرامج والمحللين .. والكل يطرح وجهة نظره للخروج من الحل..
طال الاجتماع المنتظر نتائجه بين المجلس العسكري والقوى السياسية التي دعيت على عجل لوضع تصورات وحلول للأزمة ، تخلف د/ محمد ألبرادعي عن الحضور وقيل انه فضل عدم الحضور ليكون وسيطا بين التحرير والمجلس العسكري ، آخرون لم يحضروا بدواعي المرض ، على رأس الحضور كانت جماعة الأخوان المسلمين ؛ وحزب الوفد وحزب الوسط ، وعمرو موسى ، وسليم العوا وآخرون ، التليفزيون المصري الرسمي ينوه إلى خطاب وشيك للمشير إلى الأمة .
وكالات الأنباء تنقل ارتفاع سقف المتظاهرين كلما مر الوقت ، والوقت يمر والاجتماع لم ينته بعد والمشير لم يخرج للأمة بالكلمة المنتظرة والليل ببرده الشديد يحل على مصر ولازالت المناوشات بين الأمن والمتظاهرين مستمرة في التحرير وغيره من الميادين ، صبيه دون العشرين تتناثر الشائعات بأنهم التراس الأهلي والزمالك و الاسماعيلي يقذفون رجال الأمن بقذائف المولوتوف وبالألعاب النارية وما يطلق عليه الشماريخ والأمن يرد بمزيد من قنابل الدخان المثيرة للجدل والتي توقع العديد من الإصابات وربما الوفيات ، المستشفي الميداني في قلب التحرير يستقبل المزيد والمزيد من حالات الاختناق ، دراجات نارية منظمة على كل منها  صبيان ينقلان الجرحى بشكل حرفي إلى تلك المستشفى ، الفضائيات لا زالت تنوه لكلمة المشير وفي الخلفية عرض للمتظاهر الذي توفى وجموع من المتظاهرين تحمله و تطوف به الميدان متجهة نحو شارع محمد محمود نقطة التماس التي لا تهدأ حيث العنف المتبادل لا زال يسيطر على هذا الطريق المفضي إلى وزارة الداخلية . متظاهرين يمنعون موكب المتوفى من الوصول إلى نقطة الاشتباكات ، يعودون به ثم يصلون عليه في الميدان وتحمله سيارة إسعاف من تلك السيارات العديدة التي ما فتئت تنقل المصابين.
يخرج الدكتور عصام شرف بتصريح مفاده أن حكومته استقالت استجابة لإرادة الشعب وعلى الشعب أن يهدأ ويحافظ على الهدوء وكل مطالبه سوف تجاب ويتساءل : لمصلحة من ما يحدث الآن ؟ ، وربط البعض بين تصريحاته وهو في ميدان التحرير متظاهرا غير مهتم لنداءات النظام السابق بالتهدئة وتغليب مصلحة الوطن وبين طلبه التهدئة الآن .
لجان شعبية تحاول الفصل بين الشرطة في شارع محمد محمود وبين المتظاهرين الغاضبين على مدخل الشارع ، وذكر د/ ممدوح حمزة الأمين العام للمجلس المصري أن طرفا ثالثا يطلق الخرطوش على كل من الشرطة والمتظاهرين وقد نسبت جريدة الأهرام هذه التصريحات له في عددها الصادر في 24-11- 2011 .
يخرج رئيس حزب الوسط على قناة الجزيرة القطرية ، مدليا بتصريح مفاده أن الاجتماع قد انفض منذ دقيقتين وان الأحزاب اتفقت مع المجلس على نقاط عدة أبرزها :
. قبول استقالة حكومة الدكتور شرف -
. تعيين حكومة إنقاذ وطني -
. إجراء الانتخابات في موعدها -
. وقف العنف ضد المتظاهرين -
. تقديم اعتذار عن العنف ضد المتظاهرين وتعويض أسر الشهداء ، وعلاج المصابين على نفقة الدولة -
. موعد محدد لنقل السلطة للمدنيين بحلول منتصف عام 2012 م -
واستفز العديد من مشاهدي الجزيرة المصريين هذا التصريح لرئيس حزب الوسط للجزيرة وكأنه يتلقى أموالا قطرية مقابل هذه الخدمة مقابل هذا السبق وكأن كل شئ يدار الآن من منطلق مصلحتي أولا .. و تعالت الصيحات في التحرير برفض ما رشح من تلك الإجراءات ..
تناقلت وسائل الإعلام عن المتظاهرين قولهم أن من اجتمع بالمجلس العسكري من القوى السياسية لا تمثلنا وبالتالي أي اتفاق معها لن نعترف به..
يشير التليفزيون الرسمي إلى خسائر البورصة اليوم والتي فقدت ما يقرب من اثني عشر مليار دولار من القيمة السوقية اليوم ، ليبلغ مقدار ما خسرته خلال ثلاثة أيام فقط سبع وعشرون مليار جنيه ، كما تعدى الدولار ستة جنيهات مصرية لأول مرة منذ ست سنوات ، يتساءل البعض من المسئول عن تلك الخسائر ؟ إذا كنا نحاكم مبارك ونجليه والعديد من رموز نظامه عن عدة مليارات ، فمن المسئول عن تلك المليارات التي يفقدها الاقتصاد المصري وهروب رأس المال ، والخراب الذي يحل بالمنشآت والممتلكات العامة والخاصة ؟ الثوار يجيبون : يتحملها النظام القائم على رأس الدولة متمثلا في المجلس العسكري ، بينما يرد أنصاره المجلس العسكري من أين له بالأموال في ظل هذه الخسائر وفي ظل توقف عجلة الإنتاج والوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية وتراجع السياحة ؟ ، ليرد أنصار الثورة من جديد بأن الثورة لم تحكم حتى تحملوها تلك الخسائر ، وإنما الذي يحكم مصر الآن هو نظام مبارك متمثلا في حكم العسكر وعلى رأسهم المشير طنطاوي الذي ظل وزيرا للدفاع لمدة عشرين عاما في ظل حكم مبارك ، بعض تعليقات مشاهدي الفضائيات تشير إلا أن ما يحدث هو ذنب الرئيس السابق مبارك ، وآخرون يتناقلون كاريكاتيرا يظهر سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق على أنها من تقود مصر وأن المشير تابع لها ، ويستمر الجدل وكل يدافع باستماتة عن وجهة نظره ، ويبدوا أنه لا مجال للالتقاء في وسط الطريق ...
التليفزيون المصري يعلن عن إلقاء المشير كلمته إلى الأمة الآن...
ظهر المشير على عشرات الشاشات في وقت واحد والكل حبس أنفاسه ليسمع ويرى ويحلل ليس مضمون كلمة المشير فحسب ، بل لبسه أيضا و طريقة إخراج الكلمة والصورة وكل شئ ، تحدث المشير وبدأ بالأسف على الضحايا وتعزية أسرهم وعرض لدور القوات المسلحة المشرف على مر التاريخ حتى مساندة ثورة 25 يناير وحتى الآن وكيف تحمل المسئولية في ظروف غاية في الصعوبة في ظل مزايدات واتهامات القوى السياسية لهم وأكد على أنه لم ينفرد قط بقرار بل كان يستطلع في كل قرار رأي القوى السياسية وائتلاف الثورة وعرض النقاط التالية :
- قبول استقالة الدكتور عصام .
. التحقيق في ملابسات أحداث التحرير -
. تحديد موعد تسليم السلطة للمدنين قبل منتصف 2012 م -
وأكد مرارا على أن المجلس العسكري لم يطمح أبدا في السلطة وأنه مستعد للتنازل الفوري إذا الشعب أراد ذلك من خلال استفتاء .
وبمجرد انتهاء المشير من كلمته كان الرد يأتي قويا وبصوت واحد من التحرير والميادين الأخرى : ارحل ارحل 
يا مشير يا مشير .. الشرعية في التحرير ، إشارة إلى أن الأمر لا يحتاج استفتاء ..
وبدأت التعليقات والتحليلات بداية من أعرب المشير فقط عن الأسف ولم يكلف نفسه ويقدم اعتذارا ، وأنه لم يأمر بمحاكمة قتلة المتظاهرين ، كما أنه غير صادق بتسليم السلطة ، وطالت التحليلات إخراج الكلمة التي بدا عليها أنها مسجلة وعمل لها مونتاج مكثف ، وقال البعض : "ما أشبه اليوم بالبارحة " في مقاربة واضحة بين كلمة المشير الليلة و كلمة الرئيس مبارك قبل التنحي ، وتحدث عدد غير قليل من المواطنين لا سيما النساء وبعيدا عن ميدان التحرير والذي يطلق عليهم الآن " حزب الكنبة " والذي يعتبر نفسه انه الأغلبية الصامتة التي لم تنزل إلى الميادين خوفا على مصر ، حيث عبر عدد كبير منهم عن اقتناعهم بكلمة المشير وراحوا يتساءلون : ماذا يريد المتظاهرين بعد ؟ ولماذا يصرون على اقتحام وزارة الداخلية رغم علمهم بأن الداخلية لن تسمح بذلك مما يولد الاحتكاكات التي تؤدي إلى الإصابات والوفيات ؟
وتبجح الناشطون على شاشات الفضائيات في سب المجلس العسكري وخرجت دكتورة الاقتصاد والعلوم السياسية على شاشة س ب س لتقول : أنا بقول للمشير أنت كاذب كاذب وتعال حاكمني ، وقال آخرون مثل قولها أو شبيه منه
وظلت استوديوهات التحليل والمكالمات الهاتفية لاستعراض رأي المشاهدين والنخب والناشطين ، ظلت على حالها والصورة معلقة على ميدان التحرير وشارع محمد محمود حتى ساعات متأخرة من الليل وازدادت برودة القاهرة ودخل المعتصمين خيامهم ، بينما ظلت المناوشات مستمرة وان قلت على مدخل شارع محمد محمود ..
***********************************************

 
الاريعاء 23-11-2011

المعتصمين في خيامهم التي تتوسط ميدان التحرير الذي خلا من المارة تقريبا في صبيحة يوم بدا مشهده هادئا على الأقل في بدايته وهنا في ميدان التحرير بينما لا زالت احتكاكات محدودة بين نفر قليل والأمن في شارع محمد محمود ، برودة الجو قد جعلت مئات الآلاف يذهبون في أواخر ليل أمس إلى منازلهم على أن يعودوا صباحا اليوم إلى الميدان .
لا زالت شاشات التلفاز معلقة على الميدان وشارع محمد محمود ، وقد عرض التلفزيون المصري صورا للأطفال الذين يرشقون الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف سواء في شارع محمد محمود وعلى أسطح العمارات ، والعجيب أن هؤلاء بدوا صغار السن أعمارهم أقل من خمسة عشر عاما ووجوههم لا تقول أنهم ثوار ، فزاد التساؤل مرة أخرى : لماذا يصرون على اقتحام وزارة الداخلية والاحتكاك بقوات الأمن ، وتعريض أنفسهم للخطر ولمصلحة من ؟.
الجيش حاول عدة مرات أن يضع حواجز لكن يمنعه هؤلاء النفر وصرح مصدر عسكري أنهم لا يريدون عمل هذا الأمر بالقوة .
بدأت الأعداد تتدفق على الميدان تدرجيا مع تحسن حالة الجو ، وبدأ ظهور أعضاء المجلس العسكري في تصريحات على شاشة التلفزيون من خلال مؤتمر صحفي ويبدوا أنهم أدركوا أنهم يكررون نفس خطأ الرئيس السابق بالـتأخر في التواصل مع الشارع فقرروا الظهور وبكثافة ، وظهرا اثنين من أعضاء المجلس في ضيافة التلفزيون المصري الذي واجههم بأسئلة الشارع حتى أن البرنامج انتهى في ساعة متأخرة من ليلة أمس ..
ظل الوضع علي نفس المنوال مناوشات مع الأمن ، مطالبات المتظاهرين برحيل العسكر ، ازدياد عدد الوفيات والمصابين ، طرد وزير الصحة من الميدان ، استمرار تحليل الفضائيات وردود الأفعال ومناقشة ما يعتبرونه أخطاء المجلس العسكري وكما الأمس وكل يوم غادرت أعداد كبيرة الميدان في آخر الليل على أن تعود صباحا ..
 
***********************************************

اليوم الخميس الموافق 24-11-2011

البداية المعتادة لكل صباح برودة الجو تجعل حركة المتظاهرين بين الخيام معدومة وقليل من الصبية يرشقون الأمن بالحجارة والشرطة ترد بالغاز وشيبا فشيئا تزداد أعداد المتظاهرين ، ويظل الوضع على ما هو عليه..       
 
- انتقادات من جهات عدة من بينها منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية ودولا كبرى مثل بريطاني بينما كان جاء التعليق الأمريكي على لسان الرئيس أوباما أن مصر في طريقها إلى الديمقراطية رغم العنف وأحداث التحرير الحالية.
 الشئ بالشئ يذكر فقد ذكرت الوكالات أن إسرائيل تستعد لانتشار واسع على حدودها مع مصر ، ومصر تبعث بإشارات طمأنة للعالم من خلال لقاء أبو مازن وخالد مشعل في القاهرة كما كان مقررا دون تأجيل ، وكذلك اجتماع وزراء لجنة المتابعة العربية بشأن سوريا بالجامعة في القاهرة ، كلها إشارات تفيد أن الأمر بعيدا عن ميدان التحرير على ما يرام ..
 - المجلس العسكري في صفحته على صفحة التواصل الاجتماعي " فيس بوك " يأسف ويعتذر للشعب المصري عن وقوع شهداء ومصابين خلال أحداث ميدان التحرير متفاديا بذلك الانتقادات التي وجهت لكلمة المشير حيث أبدى الأسف ولم يعتذر كما أنه لم يسمي الضحايا بالشهداء .
- يؤكد المجلس العسكري في كل مناسبة أن الانتخابات في موعدها رغم الأحداث وسفارات مصر بالخارج تعمل على قدم وساق استعدادا لانتخاب المصريين بالخارج لأول مرة في تاريخهم .
. بورصة مصر تواصل الارتفاع في الجلسة الثانية رغم الأحداث -
. الإفراج عن ثلاثة أمريكيين اعتقلوا خلال الأحداث -
ولعل الأبرز اليوم هو المؤتمر الصحفي لاثنين من أعضاء المجلس العسكري وممثلين عن الشرطة أجابوا فيه عن أسئلة الصحفيين والمراسلين ، وكرروا ما سبق تأكيده من إقامة الانتخابات في موعدها وأن تنحي المجلس الآن دون استفتاء شعبي هو خيانة ، وأنهم ملتزمون بالتحول الديمقراطي..


***********************************************
 
الجمعة الموافق 25-11-2011

يوما مفصليا فارقا في تاريخ مصر ، صورة حذرت منها كما حذر منها الكثيرون وهي تقسيم البلد ، صورة لم نرها في 25 يناير ، الشعب انقسم على نفسه بين مؤيد للمجلس العسكري ونظم مظاهرة ضخمة في ميدان العباسية ، وبين معارض للمجلس العسكري وهم بطبيعتهم في ميدان التحرير ، والمشهد نفسه في ميادين عدة بمحافظات مصر لا سيما الإسكندرية والغربية
شاشات التلفاز انقسمت إلى قسمين أحدهما لميدان التحرير والآخر لميدان العباسية ، مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت صورة جموع الشعب وهي تدفع سياجا حديديا يفصلها عن الجيش الذي يدفعه هو الأخر باتجاه المتظاهرين في إشارة إلى أن المواجه أصبحت بين الجيش والمتظاهرين وهو خيار صعب كان الجميع يتفاداه وحذر منه حتى أن المجلس العسكري في كل رسائله كان يحذر من قوى تحاول الوقيعة بين الجيش والشعب وقد حدث ما كان يخشاه ..
الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم بالتحرير والملقب بخطيب الثورة شكر تحديدا ثوار المحلة لحمايتهم المنشآت الحكومية حيث كونوا دروعا بشرية لحماية مراكز الشرطة ، و ناشد الجميع وحدة الصف ودعا لمصر وشعبها بالأمن والأمان ونوه لكلمة مندوب شيخ الأزهر عقب الصلاة ، مندوب شيخ الأزهر أكد على أن الأزهر مع المتظاهرين في مطالبهم المشروعة لكنه شدد على ضرورة حقن الدماء ، فعصمة الدم مقدمة في الإسلام على أي شئ ..
في التحرير لم يقم المتظاهرين ولم يسمحوا بإقامة أي منصة حتى لا تستغل من قبل هذا الفصيل أو ذاك ، بينما أقام المتظاهرين في العباسية منصة واحدة .
في التحرير أيضا تم الاعتداء على علياء مهدي التي عرضت صورا لها وهي عارية ابتهاجا بالحرية بعد رحيل مبارك ، كما شُوهد الدكتور محمد البر دعي وهو يحاول الوصول إلي وسط الميدان وعندما فشل عاد إدراجه إلى خارج الميدان . .
أصداء ترشيح الدكتور كمال الجنزوري رئيسا للوزراء تتفاعل بين المتظاهرين في التحرير حيث يرفضونه ويحسبونه على نظام مبارك ، وفي العباسية يثقون في اختيارات المجلس العسكري ويقولون إن الوزارة مؤقتة لتسير شئون البلاد حتى انتهاء الانتخابات وتشكيل المجلس التشريعي ، بينما قنوات التلفاز تستضيف مؤيدين ومعارضين في مشهد يمثل صورة الانقسام الحقيقي ، صورة كما قلت لم تكن موجودة من قبل و تكريس هذا الانقسام ..
البيت الأبيض وعلى لسان الرئيس الأمريكي أوباما يدعو إلى نقل السلطة في مصر إلى حكومة مدنية في أسرع وقت ممكن ، وثوار العباسية يعتبرونه تدخلا سافرا وغير مقبول في الشأن الداخلي المصري ، بينما اعتبره ثوار التحرير لا قيمة له فأمريكا لا تريد مصلحة مصر بأي حال من الأحوال ..
- دعا عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إلى تشكيل حكومة تضم كل أطياف المجتمع المصري وأن تُمنح كافة الصلاحيات التي تمكنها من أدارة المرحلة .
بينما يصر ثوار التحرير على مرشحين بعينهم لرئاسة الوزراء من أمثال د / محمد البر دعي ، وحمدين صباحي ، و د / أبو الفتوح ويتظاهرون أمام مجلس الوزراء لمنع الجنزوري من دخول مجلس الوزراء في الوقت الذي رشحت أنباء بأن هؤلاء المرشحين" مرشحي ثوار التحرير " رفضوا هذا المنصب حتى لا يحرقوا أنفسهم في ظل هذه الظروف الصعبة ..
- مظاهرة الأزهر التي نظمها الأخوان المسلمين والعديد من الجهات الأخرى ضد تهويد القدس انتهت إلى التأكيد على عروبة القدس ..
- الشيخ على جمعة وزير الأوقاف أكد على وسطية الأزهر التي يحملها على عاتقه.
-  وبمناسبة الدكتور على جمعة تناقلت الأخبار أن الشيخ أبو إسحاق الحويني احد شيوخ السلفية والذي نعت الشيخ على جمعة بأنه ولد ميتا ونعته بأشياء أخرى عديدة وأقام الشيخ على جمعة دعوى سب وقذف ضده شغلت الرأي العام لفترة طويلة يقال انه دخل المستشفى بأزمة قلبية ، وهو ثاني شيخ للسلفية يصاب بأزمة قلبية بعد الشيخ محمد حسان الذي دخل العناية المركزة مصابا بأزمة قلبية .
مصر ترفع حالة الطوارئ في العريش تحسبا لهجمات التنظيم الجهادي بعد تفجير خط الغاز الواصل لإسرائيل للمرة الثامنة -
مصر تصدر أذون خزانة بملياري دولار . -
مصادرة 16 مخططا اثريا من سائح أمريكي آت من تركيا . -
نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل يصرح بأن السلام مع مصر يضمن لإسرائيل حرية الملاحة في قناة السويس . -
و بعيدا عن الميدان :
- إقالة حسن صقر وتعين مدحت البلتاجي مسئولا عن الرياضة في مصر .
-  تأجيل دوري القسم الثاني وإلغاء معسكر الفريق القومي الأول بسبب الأحداث .
-  طائرة مصر تسقط للمرة الثالثة أمام أمريكا في كأس العالم للكرة الطائرة في اليابان .
غدا السبت أجازة في مصر بمناسبة السنة الهجرية الجديدة 1433 كل عام وانتم بخير .

***********************************************

مصر تنتخب .. الاثنين 28-11-2011

اليوم الانتخابات ..
 كل قد وضع يده على قلبه ، إنه يوم فارق في تاريخ مصر ، إنها مرحلة تاريخية بكل المقاييس يترقب المصريون والعالم نتائجها ، ولم لا ومصر دولة محورية في الشرق الأوسط وذات أهمية عالمية ؟ وما يحدث في مصر لا ريب يتردد صداه في شتى أنحاء العالم ، ففي عز الأزمة السورية وانشغال العالم بمشاهد القتل اليومي من قبل جيش النظام السوري لأبناء شعبه والعقوبات المتوالية عربيا ودوليا على النظام السوري ، وفي عز الأزمة التي نشأت بين إيران والغرب بسبب اقتحام المتظاهرين في إيران للسفارة البريطانية في طهران ، كان ما يحدث في مصر يتقدم نشرات الأخبار ومحط اهتمام وكالات الأنباء العالمية ..
بدا منذ الصباح أننا أمام يوم استثنائي وأكدته تلك الجموع التي خرجت عن بكرة أبيها منذ الصباح الباكر رغم البرد القارص واصطفت في طوابير طويلة دون تبرم أو ضيق يعلو وجوهها الحماس والفرحة بالمشاركة في صنع حدث استثنائي ربما غير وجه مصر بل و لربما امتد تأثيره إلى دول عديدة في المنطقة وخارجها ..
مشهد متنوع تنوع مصر ، مشهد أشبه بالكوكتيل من البشر ،شاهدنا نساء منقبات وأخرى غير منقبات وما بينهما ، شاهدنا عجائز وشباب وما بينهما ، مشهد العجوز التي تناهز المائة والعشرون من عمرها والتي ذهبت لتدلي بصوتها من أجل مصر ـ كما تقول ، سيظل بالتأكيد محفورا في الذاكرة ، لقد احتفظت بالفيديو الخاص بها على صفحتي الشخصية على صفحة التواصل الاجتماعي " فيس بوك " . شاهدت ذو اللحية الطويلة صاحب المرجعية الإسلامية وذلك الذي يرتدي صليبا ، الجميع وقف في مشهد حضاري حتى المرشحين المحتملين للرئاسة وعلى رأسهم عمرو موسى والبر ادعي وآخرون وقفوا هم أيضا في تلك الطوابير ولم يستجيبوا لطلبات البعض لهم بالتقدم وأصروا على أن يلتزموا النظام في مشهد اقل ما يقال عنه أنه مشهد حضاري ..
رحنا ننتظر بين الحين والحين الحدث الأسوأ ، لكنه لم يأتي بعد والأمور تسير على ما يرام ، ووكالات الأنباء تتناقل المظهر المشرف للانتخابات المصرية ونقل عن وفد منظمة العفو الدولية أنه لم يشهد انتهاكات لحقوق الإنسان في خمس وعشرين مركزا انتخابيا زارها الوفد خلال المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية ، والوقت يمر ، والصورة تزداد بياضا ، والقلوب تهدأ ، ويخفت مشهد ميدان التحرير ويتراجع أمام زخم الصورة التي تتناقلها وسائل الإعلام من مراكز الانتخابات المنتشرة في المحافظات التسع في المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية ، حتى أن التحرير بدا خاويا إلا من الخيام التي أقامها المعتصمون..
لقد بدا المظهر العام انتصارا باهرا للمؤسسة العسكرية ومجلسها الأعلى الذي أصر على أن تكون الانتخابات في موعدها رغم الأحداث المضطربة والذعر الذي أصاب المصريين طيلة الأيام القلائل الماضية . لقد شعرت بالمجلس العسكري وملايين المصريين وهم يتنفسون الصعداء بعد أن ارتدت إليهم الثقة بالنفس بعد انتهاء اليوم الأول من الاقتراع ، وإن بدا يتسرب بعد المخالفات من التيار الإسلامي متمثل في جماعة الأخوان المسلمين والسلفيين لا سيما استخدام الدعاية الدينية في الحملات الدعائية وكذا استمرار تلك الدعاية حتى أثناء الانتخاب ، وأيضا توزيع أموال وتقديم رشى في أشكال مختلفة منها النقدي وآخر على شكل هدايا كالموبيلات وخلافه ومنها تقديم وجبات للمقترعين..
وقد انتقد معظم الأحزاب استخدام الدين في الدعاية الانتخابية من قبل الإسلاميين وكان على رأس هذه الأحزاب حزب الوفد الذي كان يعول عليه الليبراليون كثيرا ، إلا انه فقد كثيرا من ثقة الجمهور بعد تحالفه مع الإخوان المسلمين ثم انسحابه ، وما قيل عن دعم الكنيسة له في مواجهة الإخوان ناهيك عن الأحداث المؤسفة التي صاحبت انتقال رئاسة الحزب للدكتور سيد البدوي قبل سنوات قليلة . وشاهدنا فيديوهات وصورا وسمعنا قصصا عديدة لهذه المزاعم ، وتنامى لعلمنا أن العديد من هذه الأحزاب وبعض المستقلين قدم شكاوي للجنة العليا للانتخابات بهذا الصدد ..
وأخيرا البورصة تنتفض تحت وقع الصورة المشرقة للانتخابات وتعوض جزءا من خسائرها وتحصد 2.2 مليار دولار ..

***********************************************
 
مصر تنتخب .. الثلاثاء 29-11-2011

مر اليوم الثاني في انتخابات المرحلة الأولى للانتخابات المصرية كسابقة مدعوما بالثقة والصورة المشرقة ليوم أمس ، وإن بدا الإقبال أقل من يوم أمس ربما للبرد القارص أو لأن عددا كبيرا أدلى بصوته يوم أمس..
الجنزوري المكلف بتشكيل الحكومة يواصل مشاوراته مدفوعا بزهو المجلس العسكري بنجاح الانتخابات وبانحصار الصوت القادم من ميدان التحرير والمعارض له ، وهدوء المشهد أمام مجلس الوزراء ..
في نهاية اليوم الثاني والمرحلة الأولى في جولتها الأولى ظهر العديد من التصريحات اللافتة منها :
علا غانم ابنة الممثل سمير غانم تحذر تجاهل الانتخابات لأنه سيكون في صالح الأخوان. -
عادل إمام : الشعب المصري سيتجاوز هذه المرحلة رغم ضبابية المشهد . -
روبرت فيسك الصحفي الشهير المهتم بقضايا الشرق الأوسط : الانتخابات المصرية تجعل أي دولة أوربية تشعر بالخزي .
 - نجيب ساو يرس رجل الأعمال القبطي الشهير ومؤسس حزب المصريين الأحرار وصاحب قنوات " أون تي في " ، يؤكد أنه جالس على قلب الإخوان ولن يغادر مصر ولو بالطبل البلدي .
رئيس الرقابة الإدارية يتوقع أداء أفضل لبورصة مصر بعد الانتخابات. -
- إعجاب  بل انبهار عالمي بعملية التصويت في مصر .
- وخبر صغير مفاده أن مصر تستقبل سبع أطنان من القنابل المسيلة للدموع من أمريكا..
إغلاق صناديق الاقتراع رغم استغاثات المصوتين على شاشات التلفاز من أنهم لم يتمكنوا بعد من الإدلاء بأصواتهم ، والبعض يحاول إيجاد تفسيرا لهذا الإصرار العجيب للمشاركة ، وأعاد البعض ذلك للغرامة المقدرة بخمسمائة جنيه لمن يتخلف عن الإدلاء بصوته ، والبعض أرجعها إلى تشوق المصريين لممارسة الديمقراطية وآخرون رددوا أن الإسلاميين هم من وراء هذه الكثافة لحرصهم على اكتساح هذه الانتخابات وعدم تضيع هذه الفرصة التي انتظروها طويلا ، ورأي آخر أرجعه إلى أن الخوف من الإسلاميين جعل الليبراليين والأقباط يشاركون بكثافة ، وأيا كان السبب إلا أن المؤكد أن المصريين شاركوا بكثافة تعدت نسبتها 62% كأكبر نسبة مشاركة في تاريخ مصر منذ الفراعنة ، كما صرح بذلك رئيس اللجنة العليا للانتخابات لاحقا في مؤتمره الصحفي للإعلان عن نتيجة الانتخابات في مرحلتها الأولى ..
صناديق الاقتراع تنقل تحت تأمين الجيش إلى أماكن معينة مجمعة لفرز الأصوات . -
وبدا الحديث عن مؤشرات قوية على تقدم الأخوان والسلفيون رغم أن الفرز لم يبدأ بعد .

 ***********************************************

مصر تنتخب .. الأربعاء 30-11-2011

الكل مزهو بعملية التصويت وبالإشادة الدولية بها ، وبدأ الحديث عن النتائج والتسريبات من هنا وهناك وكلها كما يتردد قبل الانتخابات تصب في صالح الإسلاميين من إخوان وسلفيين ، والكتلة المصرية في المركز الثالث بينما تدل المؤشرات على تراجع حزب الوفد العريق..
- بعض ائتلافات الثورة وقد أزعجهم نجاح المجلس العسكري في تنظيم الانتخابات وتراجع صوت ميدان التحرير دعوا إلى مليونية بعد غد الجمعة لتكريم شهداء التحرير الذين سقطوا في شارع مصطفى محمود .
- أزمة أنابيب الغاز لا زالت تتصاعد في الشارع والحديث عن بلطجية وراء الاستحواذ على هذه الأنابيب وتوزيعها بمعرفتهم والموارد البترولية تنفي تدخل هيئة البترول في توزيعها .
الإعلان عن زيادة رسوم عبور قناة السويس 3% بداية من مارس المقبل والتي لم تزد أسعار المرور فيها منذ ثلاث سنوات ، وتظل هي الأقل كلفة عالميا .
- قناص العيون الذي ظهر في فيديو فرحا بإصابة عين أحد المتظاهرين بشارع محمد محمود ينفي استهداف المتظاهرين ، ويؤكد أنه ترك شقته إلى شقة أخرى غير معروفة العنوان بسبب تهديدات وجهت إليه بالقتل وأنه لم يهرب أو يذهب إلى خارج البلاد ، وقد أكدت المصادر أنه تحت تصرف جهات التحقيق ، علما أن جهات عدة شككت في صحة الفيديو المنشور له خاصة انه مصور من جهة وزارة الداخلية فكيف يدين نفسه كما أن الخرطوش ليس به سن نمل الدبانه فكيف له أن يقتنص؟1 .
وعاشت مصر هذه الليلة على أصداء نجاح العملية الانتخابية وسلبياتها والتي باتت محور نقاش معظم برامج التوك شو والبرامج الإخبارية المصرية والخارجية ..
***********************************************
 
مصر تنتخب .. الخميس01-12-2011

مرة أخرى ترقب حذر يسود مصر صبيحة يوم جديد ومحاولة لجذب الاهتمام إلي ميدان التحرير في مليونية يؤكد عليها لتكريم شهداء الثورة وفي المقابل ما يطلقون على أنفسهم حزب الكنبة أو الأغلبية الصامتة في مواجهة ما أسموه محاولة استئثار التحرير باتخاذ القرار والتأكيد على أن التحرير ليس هو كل مصر بل هناك أغلبية صامتة بدأت تتحرك من خلال مظاهرات حاشدة الجمعة الماضية والجمعة القادمة غدا لدعم المجلس العسكري حتى يسلم السلطة إلى مجلس مدني حسب خارطة الطريق الموضوعة ، ويردد متظاهروا العباسية أن المجلس العسكري هو العمود الأخير في مصر إذا كسر وسقط كما يريد متظاهروا التحرير انهارت الدولة وسقطت ، لذا الكل يحشد والإخوان ينتظرون ..  
يتردد أن 32 وزيرا بحكومة الجنزوري بعد أن أعاد وزارتي التموين والشباب والرياضة ، للرقابة على الأسعار ، والاهتمام بالشباب ، كما استحدث وزارة للاهتمام بأسر شهداء ومصابي الثورة .
تأجيل نتائج الفرز إلى يوم غد الجمعة ..
***********************************************

 
مصر تنتخب .. الجمعة 02-12-2011

أعداد بسيطة تتوافد على ميدان التحرير استعدادا لمليونية اليوم لتكريم الشهداء والأمر نفسه في مشهد مكرر في ميدان العباسية مع اختلاف الهدف وهو تأييد الاستقرار وبقاء المجلس العسكري لحين نقل السلطة إلى رئيس مدني منتخب .
خطيب مسجد عمر مكرم يكرر على مطالب الثورة لا سيما ما يتعلق منها بمعاقبة المسئولين عن مقتل شهداء التحرير.
عقب خطبة الجمعة نعوش بعدد الشهداء تطوف ميدان التحرير في مشهد درامي مؤثر يؤكد فيه المنظمون أننا لن ننساكم.
ويقف متظاهري التحرير دقيقة حداد ترحما على شهداء مصر في التحرير وغير التحرير من المتظاهرين ومن رجال الأمن ، فالكل كما يقولون أبناء مصر ولا فرق بين دم ودم فكلهم مصريين . ثم ينطلقون في حفلتهم يتغنون بالأغاني الوطنية الملهبة للحماس .
بعض متظاهري التحرير ذهب لأسر المصابين وعرضوا عليهم أمرين الأول : إقامة سرادق للعزاء بالتحرير ، لكنهم رفضوا وقالوا لن يأخذوا العزاء إلا بعد تقديم الجناة للمحاكمة ، والأمر الثاني : هل يعتصموا بالميدان من اجل الشهداء والمصابين فأكدوا علي ذلك .
وقد بدا للعيان أن مظاهرة التحرير لم ترق للمظاهرات السابقة فبدت ضعيفة العدد في ظل تفضيل البعض للاستماع إلى نتيجة الانتخابات وما يرشح من أسماء عن حكومة الجنزوري ، و اقتناع آخرين أن المرحلة الانتقالية بدأت بالفعل من خلال هذه الانتخابات فلم التظاهر إذن ؟
والحقيقة أن مظاهرات العباسية آلمت كثيرا متظاهري التحرير فراحوا ينعتونهم بأنهم فلول النظام السابق وأنهم من جماعات مؤيدة للنظام السابق مثل " إحنا آسفين يا ريس " و " أبناء مبارك " وأكثر من ذلك وصفهم البعض بأنهم مجندين منحهم الجيش أجازات وأمرهم بالتظاهر بلباس مدني تأيدا لهم ، والبعض ذكر أن هناك من يدفع أربعمائة جنيها لكل متظاهر ، ودلت مثل هذه الأقاويل على أن مظاهرة ميدان العباسية آلمت كثيرا المتظاهرين في التحرير حيث شعروا أن هذه المظاهرة بحجمها الكبير الذي فاق التوقعات قد جعل الأمر ليس ثورة وإنما هو اختلاف في وجهات النظر وافقد التحرير زخما وتأثيرا جعل من ساسة الغرب يجعلون من ميدان التحرير مزارا كما فعلت هيلاري كلينتون من قبل .
كانت مظاهرات التحرير والعباسية موضع نقاش ومناظرات بين ممثلي الطرفين ، حيث يأخذ متظاهري التحرير على متظاهري العباسية أنهم في الوقت الذي كانوا يكرمون شهداء مصر كانوا هم يتغنون ويحتفلون ، ويرد عليهم متظاهري العباسية أنهم هم من دعوا أولا إلى التظاهر ، حدث ذلك من أسبوع مضى بينما متظاهري التحرير دعوا لمظاهرتهم منذ يومين فقط ، كما أنهم أقاموا دقيقة حداد على كل شهداء مصر في التحرير وفي غير التحرير الآن ومن قبل ، ثم إنهم كانوا يتغنون بحب الوطن.
وفي الوقت الذي كانت المناظرات بين التحرير والعباسية على أشدها في الفضائيات كان رئيس اللجنة العليا للانتخابات يستعد للإعلان في تمام الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي عن النتائج الرسمية للمرحلة الأولى من الانتخابات فيما يخص الفردي على أن تؤجل نتيجة القوائم حتى نهاية الانتخابات وإن كانت النتائج قد عرفت من خلال التسريبات .
وأكدت النتائج الرسمية ما كان متوقعا حيث فاز الإخوان بنسبة 40% و السلفيون 20% وتلاهم الكتلة المصرية بزعامة حزب المصريين الأحرار بزعامة نجيب ساو يرس 15% ، وجاء بعدهم بمراحل حزب الوفد بزعامة الدكتور سيد البدوي .
تراجع الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان المسلمين في حواره مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج " الحقيقة " عن تصريحاته بضرورة أن يكون للحزب الذي يحصل على أغلبية في البرلمان الحق في تشكيل الحكومة المقبلة معترفا بصواب وجهة نظر المجلس العسكري في أن يكون المجلس العسكري باعتباره السلطة التنفيذية وبناء على ما جاء في الإعلان الدستوري الحق في تشكيل الحكومة القادمة ، وفسر كلامه السابق بأنه يقصد ضرورة التعاون بين الجهات مجتمعة ، كما عرض في نفس البرنامج إجابات حول أسئلة بعينها لا سيما السياحة والفن فأجاب إنهم يدعمون الفن الهادف وذكر بأن هناك أفلام أثرت في حياة الشعوب وذكر تحديدا فيلم " الرصاصة لا تزال في جيبي " وأكد على أن أغاني كتلك التي تغنى بها عبد الوهاب كان تؤثر في الوجدان ، وطمأن الجميع بأن من يغير هو الشعب وليس الأخوان فلا داعي للقلق .
وفي نفس الاتجاه كان التيار السلفي يطمأن الشعب هو الآخر وظهر المتحدث باسمه في مداخله على قناة سي بي سي مع خيري رمضان وضياء رشوان يجيب على أسئلة تسبب قلقا لدى الشارع المصري وتحدث عن مشروعية قيادة المرأة للسيارة وان زوجات الأخوان يقدن السيارة ولا ضير في ذلك وان السياحة لا يشترط لها الخمر والمايوه وأنه يملك البدائل واتفق معه على مناظرة مع أحد المهتمين بالسياحة ليعرض كل منهما وجهة نظره .
أخفقت في الانتخابات "جميلة إسماعيل " مطلقة أيمن نور أول من رشح نفسه ضد الرئيس السابق ، والذي استبعد من الترشح للرئاسة هذه المرة بسبب سجنه في قضية تزوير توكيلات حزب النور ، وصبت جميلة جم غضبها على الإسلاميين بسبب استخدامهم الدين في السياسة ، وكذا فعل جورج إسحاق مؤسس حركة كفاية والذي دافع عن الإخوان سابقا ، ونجح مصطفى بكري وعمرو حمزاوي وآخرون بينما كانت الإعادة مصير عدد كبير من الدوائر .
وبينما كان الجدل مازال مستمرا كانت القاهرة رغم برودة الجو والأمطار التي تتساقط من حين لآخر مصدرا للأخبار الساخنة التي تتداول عبر الفضائيات ووكالات الأنباء العالمية ..
***********************************************
 
مصر تنتخب .. السبت 03-12-2011

لا جديد يذكر اليوم سوى :
 
- تعذر تشكيل حكومة الجنزوري لاعتراضات على بعض المرشحين للوزارة وعلى رأسهم أسامة هيكل وزير الإعلام ، وما تردد عن الأسماء التي رشحت لوزارة الداخلية .
بدأت تصريحات الإسلاميين تلقي بظلالها على المشهد المصري و تصيب الذعر في شرائح شتى من المجتمع . -
- فوز منتخب مصر الأولمبي على نظيره الجنوب أفريقي بهدفين نظيفين ليصعد لملاقاة منتخب المغرب في ربع نهائي التصفيات الأفريقية المؤهلة للاولمبياد ..


***********************************************
***********************************************
***********************************************